بالطبع لا شيء في العالم أغلى من حمل طفلك الوليد بين يديك لأوّل مرّة، وأن تدركي أنه لا يوجد في العالم شيء أفضل وأجمل مما فعلتِه للتو، حين أخرجتِه للحياة.
تلك الرائحة الرائعة لمولودك الجديد تشبه تعويذة تُقرأ عليك، وفي الدقائق الأولى تظنين أنكِ قادرة على تكرار تلك التجربة أربع مرّات متتالية.
ولكن انتظري! لا، الأمر ليس كما تظنّين!
إنجاب طفل مهمّة شاقة، وحتّى هذه العبارة تخفف من وطأة الحقيقة، إذ لا توجد كلمات تعبّر عن مدى صعوبة الأمر.
اقرأ أيضا: أضرار القهوة على الحامل؟
نعم الإنجاب مُحبب وجميل، لكنّه أيضاً مُرعب، ومرهق، حرفياً مُرهق، وحقاً عمل شاق.
وددت لو علمت سلفاً بعض الأمور، ولو أخبرتني صديقاتي بعض الحقائق القاسية عن خبايا الإنجاب، وربما قد فعلن بالفعل ولكنني لم أكن أستمع إليهن، لأنني لم أكن أبالي سوى بكل الفرح والأمل المصاحب للحمل.
أيّاً كان السبب في جهلي سواء لم يخبرني أحد أو لم أستمع إلى ما أخبروني إياه، ثمة أشياء تعذّر عليّ فهمها حين أنجبت طفلي الأوّل:
إليكم 10 أمور وددت لو علمتها قبل الإنجاب:
1- الافتقار إلى النوم
لا شك في ذلك، ولكن بعض الأمهات لا يفهمن أنه في لحظة ولادة الطفل لن ينمن مجدداً. فإن لم تكوني مستيقظة لإطعام الطفل فأنتِ مستيقظّة للاطمئنان عليه، أو للتأكد من درجة حرارة الغرفة، أو للتأكّد من أنه يتنفّس، وأنه دافئ، أو بارد، أو على ما يُرام، أو ما زال موجوداً، أو أن القطّة ليست على الفراش، وأن
اقرأ أيضا: أسباب الوَحَام عند الحامل
الطفل ما زال هناك! إنكِ لا تتوقّفين عن المراقبة، وهو ما يجعلك متيقظّة لمدّة 25 عاماً مقبلة.
2- عليكِ إخبار الآخرين بشأن وجهتك، طيلة الوقت، حتّى وإن كنت ذاهبة إلى المرحاض
كان ذلك أكبر معاناة واجهتني، وكان يزعجني حقاً إخبار شريكي بأنني في حاجة إلى تلبية نداء الطبيعة كل مرّة!
3– دماغ الأمّ
لن تتذكّري أي شيء مما يقوله لكِ أحدهم أو مكان احتفاظك بأي شيء، وسيتعيّن عليك كتابة الكثير من القوائم، بل في حقيقة الأمر ستكتبين قائمة تشمل كافّة قوائمك.
4- لن ينتهي الغسيل أبداً
طوال اليوم وكل يوم، إنه مثل البريد الذي لا ينقطع أبداً، ثم ستصلين إلى مرحلة يكون فيها طفلك ببقعة براز عملاقة على ظهره، على ملابسه، ولن تعبئي بغسل الملابس، بل ستلقينها في القمامة.
5- إن كُنت تُرضعين طفلك طبيعياً فستتقرّح حلمتا ثدييك
ستفكّرين في نزع طفلك بعيداً عنكِ، ووضعه أمام طبق القط ليتغّذى هناك، ستعانين احمراراً، وتورّماً، وقشوراً، سمّيها كما شئت، لكن اطمئني سيمرّ هذا، كوني شجاعة واطلبي المساعدة إذا احتجتِ إليها.
اقرأ أيضا: شائعات عن الحمل تحتاجين معرفة حقيقتها
6– ينمو الأطفال في أوقات مختلفة
لا تقارني طفلك بأطفال أصدقائك، لا تفعلي ذلك أبداً، وقاومي الحاجة المُلحّة لمقارنته، واسترخي، الأطفال يفعلون كل شيء حسب توقيتهم الخاص، ولا يوجد ما يشبه دليلاً موحداً لنمو الأطفال!
7- تصدرين أحكاماً على الآباء والأمهات الآخرين
تعتقدين أنكِ الأم الوحيدة التي يمكنها الاعتناء بالأطفال، وكل ما تفعله الأمهات الأخريات محض هراء. وتبدئين في الحكم على الأمهات الأخريات حسب سلوكيات أطفالهن أيضاً، ولكن هذه الأحكام لا تدوم طويلاً، وقريباً ستجلسن معاً لمحاربة شرور التربية.
اقرأ أيضا: خرافات عن جسم المرأة نحتاج إلى نسفها حرصاً على صحتها
8- لا جنس
ولكن من يهتم على أي حال فأنتِ لا ترغبين في ممارسة الجنس. إنكِ مشغولة للغاية، تغسلين، ومُتعَبة، وتعتنين بصغيرك، وتحاولين الإمساك بزمام حياتك الجديدة، وإلى جانب ذلك صار ثدياكِ للرضاعة وليس للمداعبة بعد اليوم.
9- ستضيعين الكثير من الوقت
ما اعتاد أن يستغرق العثور عليه خمس دقائق في المتجر سيستغرق الآن 45 دقيقة. دخول السيارة والخروج منها، وتجميع المتعلقات، والتباطؤ، والجدال، هذا الطريق، لا بل الطريق الآخر، وخطوات إضافية من أجل إنجاز مهمّة بسيطة. الشهور الأولى هي عذاب صِرف حقاً. أسمّيها معسكر التدرّب على إنجاب الأطفال. إذا كنت من محبّي النوم، والاستحمام، وقضاء الكثير من الوقت بمفردك، فمرحباً بك إذاً إلى الجحيم (والنعيم في نفس الوقت).
اقرأ أيضا: الرضاعة الطبيعية.. طرق للمساعدة وتسهيلها عليك وعلى طفلك!
10- لستِ في حاجة إلى الكثير من الملابس، والألعاب، والأرجوحات، والمرايل، وألعاب التسنين، وكل هذه الهراء
دعيني أوّفر لكِ الكثير من الأموال، لستِ في حاجة إلى نصف هذه الأشياء، إذا أهداكِ بها أصدقاؤك فاقبليها بأحضانٍ مفتوحة، ولكن حقاً كل ما يحتاجه طفلك هو أنت، والحب، والحليب، وبعض الملابس.
إن الأطفال أو الرُّضّع ينامون كثيراً، ويستيقظون ليبكون فيأكلون، ثم ينامون مجدداً بعد الطعام، لذا لستِ في حاجة إلى طرق لا نهائية لشغل وقتهم حتّى حينما يبدأون في المشي، لأن كل شيء يعتبر مُسلياً بالنسبة للأطفال الصغار، العبن مع الصغار لعبة تخبئة الوجه، وبخلاف ذلك كل شيء بلا جدوى يحتاج الكثير من التنظيف.
اقرأ أيضا: الأم المرضعة.. متى يسمح لها بالصيام؟
