الشرق الأوسط

الرئيس الأفغاني لإيران: النفط مقابل المزيد من المياه

قال الرئيس الأفغاني أشرف غني، إنه يتوجب على إيران توفير النفط للأفغان في حالة رغبتها في مزيد من المياه.

جاء ذلك في كلمة ألقاها غني خلال مشاركته، الأربعاء، في افتتاح سد “كمال خان” الذي يعد ثاني أكبر سد غربي أفغانستان على الحدود مع إيران.

وقال غني: “أفغانستان لم تعد تمنح المياه المجانية لأي شخص ويجب على إيران توفير الوقود للأفغان مقابل مزيد من المياه”.

غير أنه في المقابل شدد على استمرار التزام كابل بتقديم حصص المياه المتفق عليها مع طهران في اتفاقيات المياه الموقعة بالفعل بينهما.

وتابع: “سيتم تزويد إيران بالمياه وفقًا لاتفاقية المياه بين البلدين، وليس أكثر مما تم الاتفاق عليه، فإذا كانت طهران تريد المزيد من المياه فعليها أن تدفع شيئا بدلا من ذلك”، في إشارة إلى النفط.

كما شدد على أن اقتصادات إيران وأفغانستان “تعتمد على بعضها البعض وليست في منافسة فيما بينهما”.

ويقع سد “كمال خان” على نهر هلمند في منطقة شهار برجك في مقاطعة نمروز (جنوب غرب)، وتم التخطيط لإنشائه في الستينيات.

وبسعة تزيد عن 50 مليون متر مكعب، يأتي سد “كمال خان” كثاني أكبر سد غربي أفغانستان، بعد سد الصداقة الأفغاني ـ الهندي، والمعروف أيضًا باسم سد سلمى، في مقاطعة هرات المجاورة.

وتسببت عقود من الحرب في أفغانستان، ومعارضة إيران للمشروع في إعاقة إنشاء السد، حتى وضعه الرئيس الأفغاني على رأس قائمة أولوياته عام 2017، وحينها بدأ التشييد.

وأوضح غني أن المشروع من شأنه “النهوض باقتصاد نمروز وأفغانستان ككل”.

كما حث طالبان على الحفاظ على السلام والمشاركة في جهود تنمية أفغانستان.

ووضع غني أكاليل من الزهور في نصب تذكاري أقيم في السد، تخليدا لذكرى أفراد الأمن الذين قتلوا أثناء حراسة المشروع .

ووفق بيانات حكومية، تعرض السد للهجوم 35 مرة على الأقل في العامين الماضيين؛ ما خلف نحو 39 قتيلا من الحراس.

وسيساعد سد “كمال خان” في ري حوالي 175 ألف هكتار من الأراضي، وتوليد ما يصل إلى 9 ميغاوات من الكهرباء، وفقًا لهيئة تنظيم شؤون المياه الوطنية في البلاد.

من جانبه، قال رئيس الهيئة، خان محمد تاكل، في حفل الافتتاح إن السد لديه القدرة على “تحويل أرض نمروز القاحلة إلى سلة غذاء لأفغانستان”.

يشار أن شركة أفغانية ـ تركية هي من أنهت المرحلة الأخيرة من بناء سد “كمال خان”، بتكلفة قدرت بـ78 مليون دولار أمريكي.

اقرأ أيضاً: رئيس “المصالحة الأفغانية”: نتوقع “تقدما ملموسا” بمؤتمر إسطنبول

أعرب رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبد الله عبد الله، عن أمله إحراز “تقدم ملموس” خلال “مؤتمر إسطنبول” للسلام، المقرر عقده أبريل/ نيسان المقبل.

جاء ذلك بعد أيام من انعقاد مفاوضات السلام بين الأطراف الأفغانية بالعاصمة الروسية موسكو.

والخميس الماضي، انعقدت مفاوضات السلام الأفغانية في موسكو، بمشاركة روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان وممثل عن تركيا، إلى جانب الأطراف الأفغانية، وقطر بصفة “ضيف شرف”.

وأوضح عبد الله أنه “كانت هناك الكثير من المناقشات بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية في الدوحة، وستستمر الفترة الجارية”.

وأشار أنه سيعقب ذلك انعقاد مؤتمر إسطنبول للسلام من أجل تسريع عملية التفاوض بين الأفغان، والمرتقب أن يشارك فيه كبار قادة الحكومة وحركة طالبان.

وشدد على ضرورة الاستفادة من وجود صناع القرار خلال اجتماع إسطنبول، لدفع عملية المفاوضات في أفغانستان إلى الأمام وإحراز “تقدم ملموس”.

وتابع: “سيستغرق آخر اتفاق نهائي بالطبع بعض الوقت، لكن يجب أن نتفق على الأقل على بعض المبادئ، وسيكون (عقد) اتفاق على وقف إطلاق النار في غاية الأهمية”.

اتفاق مباشر بين كابل و”طالبان”

وأكد عبد الله، أن الوقت حان للسعى إلى إبرام اتفاق مباشر بين الحكومة الأفغانية و”طالبان” وتجاوز اتفاقية الدوحة، التي تنص على انسحاب القوات الأمريكية من بلاده بحلول الأول من مايو/ أيار القادم.

وأضاف “يجب أن يكون هناك اتفاق شامل بيننا، هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، لكن في النهاية نحتاج أن نتفق واستعداد طالبان لذلك لم يتضح بعد”.

وشدد على أن كابل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مباشر مع “طالبان”، مضيفا أن استعداد الأخيرة للمضي قدما سيتضح خلال الأيام القادمة.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/ أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان”، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان.

وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و”طالبان”، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

تحقيق السلام لانسحاب القوات الأجنبية

وحذرت “طالبان” واشنطن من عواقب تأخير سحب قواتها من أفغانستان، ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي، خلال مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” المحلية، بأنه من “الصعب” الوفاء بالموعد النهائي لسحب قوات بلاده.

وقال سهيل شاهين، عضو فريق التفاوض في “طالبان”، للصحفيين، الجمعة، إنه إذا بقيت القوات الأمريكية لما بعد الأول من مايو، “فسيكون ذلك نوعا من انتهاك الاتفاقية. هذا الانتهاك لن يكون من جانبنا… سيكون لانتهاكهم رد فعل”، دون توضيح طبيعة الرد.

وردا على سؤال حول احتمالية شن “طالبان” هجوما حال فشل واشنطن في الوفاء بالتزاماتها، قال عبد الله إن “الأطراف الأفغانية يجب ألا تعتمد على الولايات المتحدة ويجب أن تعمل معا للتخلص من القوات الأجنبية في البلاد”.

وأضاف: “إن (تهديد طالبان) أمر مؤسف، لأننا يجب أن نحل هذا الأمر فيما بيننا، ويجب أن نجد حلاً يعمل لصالح الطرفين”.

ولفت إلى أنه في حالة تحقيق سلام بأفغانستان فلن يكون هناك حاجة إلى وجود قوات دولية، مضيفا أن “الطريقة لتحقيق ذلك هي العمل معًا كأفغان وتمهيد الطريق لذلك”.

وحول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، أكد المسؤول الأفغاني أن واشنطن ستحافظ على مسارها فيما يتعلق بعملية السلام في أفغانستان.

وأوضح أن الإدارة الجديدة تريد أن ترى ترتيبات عسكرية في أقرب وقت، مشيرا أنها ستواصل جهدها وأنشطتها مع دول المنطقة والأمم المتحدة لتعزيز السلام في أفغانستان.

مسودة واشنطن للسلام

في وقت سابق من الشهر الجاري، تقدمت واشنطن بمسودة مكتوبة للرئيس الأفغاني أشرف غني وقادة “طالبان”، تهدف إلى “تسريع مفاوضات التسوية ووقف إطلاق النار”، وتشمل مقترحا بتشكيل “حكومة سلام مؤقتة”.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، آنذاك، في رسالة إلى غني، إلى مشاركة مبعوث واشنطن لدى كابل، زلماي خليل زاد، مقترحات مكتوبة مع الرئيس الأفغاني وقادة طالبان، “تعكس بعض الأفكار المطروحة في خريطة الطريق لعملية السلام”.

وفي هذا الصدد، قال عبد الله إن “الحكومة الأفغانية لديها وجهة نظر مختلفة حول بعض نقاط المسودة، بما في ذلك فكرة تشكيل حكومة مؤقتة، وهو ما تم توضيحه لواشنطن”.

وأضاف أن “الموقف المبدئي” لحكومة كابل أنها تفضل توقيع اتفاق مع طالبان قبل إجراء انتخابات، مشيرا أنه “من السابق لأوانه الحديث عن حكومة مؤقتة”.

وتابع أن طالبان لم تصدر ردا بعد على رسالة وزارة الخارجية الأمريكية، مضيفا أن حكومة كابل أشارت إلى “نقاط ضعف” وأعربت عن مخاوفها بشأن جوانب مختلفة من الرسالة.

وأردف: “قلنا إنه من المفيد أن نتفق على بعض الترتيبات قبل الذهاب إلى انتخابات مع طالبان”، مشيرا أنه إذا أرادت الأخيرة الذهاب مباشرة لعقد انتخابات فهذا ممكن حال التوصل إلى اتفاق مع كابل.

اجتماع موسكو “مُرضٍ”

وحول اجتماع موسكو، قال عبد الله إن الطرفين انتهزا الفرصة لتبادل وجهات النظر حول نقاط مختلفة بشكل غير رسمي، لفهم مواقف ومخاوف بعضهما بشكل أفضل.

واعتبر عبد الله، أن البيان الذي تم تبنيه في نهاية الاجتماع يمكن تقييمه على أنه “جيد”، مشيرا أنه “يلبي توقعات الشعب الأفغاني”.

وأوضح المسؤول الأفغاني أن رسالة الدول المشاركة بالاجتماع لكلا الجانبين كانت “واضحة للغاية” و”تضمنت مطالب الشعب الأفغاني”.

واختتم عبد الله قائلا بأن رسالة هذه الدول يمكن أن تساعد في عملية السلام، مضيفا أن هذا يعتمد مرة أخرى على استجابة الأطراف الأفغانية”.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً.. تحذير أممي: “سلام أفغانستان” يتجه نحو فترة من “عدم اليقين”

حذرت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى أفغانستان، ديبورا ليونز، مجلس الأمن الدولي، من أن البلد الآسيوي يتجه نحو “فترة من عدم اليقين”، في ظل استمرار انعدام الثقة و”خلافات حقيقية وعميقة” بين الحكومة وحركة “طالبان”.

فخلال جلسة للمجلس، عبر اتصال مرئي، قالت ليونز: “في الشهرين الأولين من عام 2021، شهدنا تزايدا في عدد الضحايا المدنيين منذ بدء مفاوضات السلام بأفغانستان، في سبتمبر/أيلول الماضي”.

ورأت أن “إحياء الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق سلام والخروج (القوات الأمريكية) من البلاد لن يؤدي إلى حل سريع لعملية المفاوضات المتعثرة ومستويات العنف المتزايدة”.

واستدركت: “هذا يمكن أن يمثل نقطة تحول، لكن الطريق أمامنا لا يزال غير واضح، ونحن نتجه نحو فترة من عدم اليقين.. كنا نعلم دائما أن هذا سيكون سلاما معقدا”.

وتابعت: “أدت عقود من الصراع في هذا البلد إلى مظالم حقيقية من قبل جميع الأطراف، ولا يزال هناك انعدام للثقة بين الأطراف، وهناك أيضا خلافات حقيقية وعميقة بين الجمهورية الإسلامية (أفغانستان) و(حركة) طالبان حول الوضع النهائي المنشود”.

وحاليا، تواجه الأطراف الأفغانية عقبة بسبب تغير السياسة الأمريكية تجاه أفغانستان، فلدى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وجهة نظر مختلفة (عن سلفه دونالد ترامب 2017-2021) بشأن الأزمة الأفغانية، حيث يرى عدم التسرع بسحب قواته من أفغانستان.

والخميس، استضافت روسيا مؤتمر حول السلام في أفغانستان، وكان من بين أهدافه دعم مفاوضات قطر، وتهيئة الأرضية السياسية لـ”مؤتمر إسطنبول”، المزمع بتركيا، في أبريل/ نيسان المقبل.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، بدعم من واشنطن، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة في أفغانستان.

وقبلها، لعبت قطر دور الوسيط في مفاوضات بين واشنطن وطالبان أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي، أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

المصدر: وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة