أخبارأخبار العالم

الخارجية التركية: هدفنا سلام عادل ودائم في أفغانستان

أعلنت الخارجية التركية، أن الهدف الأساسي لأنقرة فيما يتعلق بالقضية الأفغانية هو وقف إراقة الدماء والتوصل إلى سلام عادل ودائم في أفغانستان.

وقال مدير قسم جنوب آسيا بالوزارة، السفير رضا هاكان تكين، للأناضول إن مفاوضات السلام الأفغانية التي استضافتها العاصمة الروسية موسكو، الخميس، تقوم على أساس الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، داعيا إلى الانتقال إلى ما بعد الاتفاق.

وأضاف عقب مشاركته بالاجتماع الثلاثي الموسع حول القضية الأفغانية في موسكو، أن الاتفاق المذكور يشكل خلفية للمفاوضات وأن على الأطراف الأفغانية البناء عليه.

وأردف “هذا الاتفاق كان بين الولايات المتحدة وطالبان، لكن هناك حاجة لاتفاق بين الأطراف الأفغانية من أجل السلام في أفغانستان، أي أن الاتفاق كان خطوة أولى نحو السلام النهائي”.

اقرأ أيضاً: تركيا تتصدر المشهد في عملية السلام الأفغانية

وأعرب عن أمل بلاده بألا تشن أي جهة هجمات جديدة بما فيها طالبان، “لكن الاشتباكات ما تزال مستمرة، وهو ما يشكل مصدر قلق في تركيا وداخل أفغانستان وخارجها”.

تركيا ترحب بكافة الجهود في القضية الأفغانية

كما أعرب تكين عن ترحيب تركيا بكافة الجهود الدولية التي من شأنها أن تساهم في مباحثات السلام والجهود الحالية لإيجاد حل للقضية الأفغانية.

وأضاف “لهذا الغرض شاركنا في اجتماع موسكو، وأجرينا لقاء مفيدا حول المستجدات”.

واستطرد “لم يكن اجتماع موسكو مفاوضات بالمعنى التقليدي، بل أقرب لتبادل وجهات النظر حول المستجدات”.

وتابع “المفاوضات الرئيسية تجري في الدوحة، والمبادرات الدولية الأخرى بما فيها صيغة موسكو تعمل على دعم تلك المفاوضات”.

وزاد “اجتماع موسكو كان مفيدا، لكن لا أستطيع القول بأنه تم إحراز تقدم في عملية المفاوضات”.

اقرأ أيضاً: الرئيس التركي: نأمل نجاح مباحثات السلام الأفغانية

وأوضح أن جميع الاجتماعات يمكن أن تساهم في الجهود الحالية من أجل السلام في حال كانت النوايا حسنة.

وأضاف “بالتالي يمكن لاجتماع موسكو أن يلعب دورا من هذه الزاوية، فالبقاء على اتصال مهم للغاية، وحتى الجلوس على طاولة واحدة على غرار اجتماع موسكو يحظى بتقديرنا”.

واستطرد “يجب أن نكون واقعيين، التقدم لن يكون سريعا، علينا التحلي بالصبر، لكن يمكننا تحقيق بعض النتائج في حال واصلنا الطريق بنية حسنة”.

نأمل بإحراز تقدم في اجتماع إسطنبول

وفيما يتعلق باجتماع الحكومة وطالبان في إسطنبول المقرر في أبريل/ نيسان المقبل، أوضح تكين أن اجتماع إسطنبول سيكون مختلفا عن سابقاته لوجود مسودات أعدتها الأطراف الأفغانية بنفسها.

وأضاف “نأمل إحراز تقدم في اجتماع إسطنبول، ويمكن للأطراف الأفغانية أن تصل لاتفاق نهائي بناء على التقدم والمفاوضات الحالية، وهذا هدفنا”.

يشار إلى أن موسكو استضافت الخميس، اجتماعا ثلاثيا موسعا بين روسيا والولايات المتحدة والصين حول الحل في أفغانستان، بمشاركة ممثلين عن تركيا وقطر وباكستان وأفغانستان وطالبان.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر2020 ، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان”، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان.

وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و”طالبان”، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: باحث فرنسي: لا يمكن إغفال أهمية تركيا في المنطقة

أكد الباحث الفرنسي، ماكسيم جاوين، أن مكانة تركيا كقوة إقليمية لا يمكن إنكارها بالنظر لأهميتها الواضحة جدا في استقرار المنطقة، وازدهارها.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع جاوين، الباحث البارز في مركز الدراسات الآوراسية  (AVİM)، بالعاصمة أنقرة.

وأشاد جاوين، بالصناعات الواعدة التي تمتلكها تركيا في مجالات الدفاع وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب المنسوجات والملابس والمواد الخام.

واستطرد: “أهمية تركيا في استقرار المنطقة، وازدهارها، هو أمر واضح جدا ولا يمكن التغاضي عنه”.

محاولة انقلاب أرمينيا

وحول محاولة الانقلاب الأخيرة ضد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، قال جاوين: “لقد وصل باشينيان للسلطة عام 2018، بعد عقدين من الحكم الفاسد، وفشل النخبة الموالية لروسيا، التي حافظت على علاقات مترابطة مع الشتات الأرمني، والاتحاد الثوري الأرمني، وكذلك النخب الأرمنية الأصلية بإقليم قره باغ”.

اقرأ أيضاً: ارتقاء تركيا مقابل تراجع صورة فرنسا في إفريقيا

وأضاف أن ذلك “جعل غالبية الشعب الأرميني يشعر بالإحباط والغضب تجاه باشينيان، لاسيما بعد الهزيمة الساحقة أمام أذربيجان بالإقليم، التي أدت لفقدان أرمينيا سيطرتها على معظم الأراضي المحتلة لما يقرب من 3 عقود”.

وأردف: “مع ذلك، لا تزال نسبة كبيرة من المجتمع الأرمني تعتقد أن باشينيان هو أفضل خيار متاح، وهو رأي تتفق عليه أذربيجان وحليفتها الرئيسية تركيا”.

واستدرك جاوين: “باشينيان قد شهد القوة المشتركة لتحالف أذربيجان مع تركيا، ولذلك لن يخاطر بحرب جديدة”.

واستطرد: “تركيا ترى أن أرمينيا يمكن أن تكون جزءا من شبكات النقل والتجارة الإقليمية في حالة انتهج باشينيان سياسة خارجية مستقرة وسلمية”.

وتابع: “قادة أذربيجان وتركيا، يرون أن ذلك قد يمنح أرمينيا الغارقة في الفقر، وتشهد عمليات نزوح جماعية مستمرة منذ الاستقلال، فرصة لتحقيق الازدهار”.

وفي 10 نوفمبر/ تشرين ثان 2020، أُجبرت أرمينيا على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار إثر نصر حققته أذربيجان في عمليتها العسكرية التي انطلقت لتحرير إقليم قره باغ في 27 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، بعد نحو 3 عقود على احتلاله.

القوى الرئيسية شرقي المتوسط

وبخصوص جهود اليونان لتشكيل تحالف مع بعض الجهات غير الإقليمية لعزل تركيا بالمنطقة، قال المؤرخ الفرنسي “أود أن أكون صريحا للغاية في هذا الأمر، فتركيا وإسرائيل، هما القوتان الرئيسيتان بشرق البحر الأبيض المتوسط، وأي دولة لديها مخاوف ومصالح بالمنطقة يجب أن تأخذ هذه الحقيقة في الاعتبار”.

اقرأ أيضاًتعرف على أصغر رئيس فرنسي في تاريخ البلاد!

وأردف: “بالنظر إلى باقي البلدان، نرى أن سوريا قد دُمرت بالفعل، وليس من المرجح أن تكون كما كانت قبل الحرب الأهلية، ولبنان دولة فاشلة، ومصر معتمدة بشكل كبير على مساعدات الإمارات والسعودية”.

واستدرك: “أما الإمارات، وهي قوة غير إقليمية، تتظاهر بأنها قوة إقليمية، فقد اضطرت إلى وقف حملتها ضد تركيا بعدما أدركت أنه ليس بإمكانها مماثلة أنقرة”.

وتابع: “بالتالي بقي لدينا هنا، تركيا وإسرائيل، ويمكن أن تتساءل عما إذا كانت اليونان يمكن اعتبارها لاعبا مهما في المنطقة، وبدون تفكير كثير، ستكون إجابتي هي: قطعا لا”.

واستدرك: “اليونان تتطلع لما هو أكبر من حجمها، فهي دولة بدون اقتصاد حقيقي، ليس لديها قدرة تصنيعية ولا تكنولوجيا أو صناعات دفاعية، كما أنها لا تزال تحت سيطرة دافعي الضرائب الأوروبيين الذين سئموا منها بالفعل”.

الغرب يفضل تركيا على اليونان

كما أفاد عالم السياسة الفرنسي، بأن “الاقتصاد التركي لا زال ينتج ويصدر، رغم أنه لا يشهد أفضل أيامه في الوقت الحالي”.

وأضاف: “تركيا تمتلك أيضا صناعة واعدة بمجالات الدفاع وتكنولوجيا المعلومات، وليس فقط في المنسوجات والملابس والمواد الخام”.

وأكد جاوين أن “الأسباب المذكورة أعلاه جعلت صانعي القرار، ذوي الحكمة والبصيرة، في الغرب وإسرائيل يفضلون دائما تركيا على اليونان”.

وزاد قائلا: “الأمر نفسه ينطبق على فرنسا، رغم المشاكل الكبيرة التي أفسدت علاقاتها مع تركيا”.

ولفت جاوين إلى أن “الدعم الذي قدمته فرنسا لليونان بشرق المتوسط، هو في الغالب متعلق ببيع مقاتلات رافال والفرقاطات”.

واستدرك: “وأيضا الدور الذي لعبته (باريس في) الحملة ضد تركيا بالغرب، والممولة من قبل الإمارات”.

واستكمل: “بالمثل، بذل أعداء تركيا الآخرون، مثل منظمة (فتح الله غولن) الإرهابية، والشتات الأرمني، قصارى جهدهم لتخريب العلاقات التركية الفرنسية”.

وشدد قائلا: “صناع القرار ورجال الصناعة في فرنسا لا يزالون يعترفون بقيمة تركيا كشريك تجاري واستراتيجي، ويتضح ذلك بشدة من خلال الحجم الهائل للاستثمارات الفرنسية في تركيا”.

العلاقات التركية الفرنسية

وحول علاقات أنقرة وباريس، يرى جاوين أنه “يتعين على تركيا بذل المزيد من الجهود للوصول إلى الشعب الفرنسي، الذي يتعرض للكثير من الدعاية المعادية لأنقرة”.

وتابع قائلا: أعلم أن تركيا تقاتل تنظيم داعش الإرهابي، وأعلم أن حربها ضد تنظيم بي (كا كا/ ي ب ك) الإرهابي، هي قضية عادلة، وأؤيد أيضا موقف تركيا بشأن القضية الأرمنية.

واستدرك: “هذا أنا فقط، عالم فرنسي يعيش في تركيا مع شعبها، ولديه فكرة جيدة على جميع هذه التحديات، لكن لا يمكننا أن نتوقع هذا من المواطن الفرنسي العادي”.

وختم بالقول: “وكالة الأناضول تلعب من خلال خدمتها الفرنسية دورا مهما في سد الفجوة الكبيرة بين الأتراك والفرنسيين”، مشيدا بـ”جودة ومحتوى” نشرة الأناضول الفرنسية.

يذكر أن ماكسيم جاوين، حصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة “الشرق الأوسط التقنية” (حكومية) في أنقرة عام 2020، وهو مختص في العلاقات التركية والفرنسية.

ونشر العديد من المقالات في مجلات أكاديمية متنوعة، بما في ذلك المجلة الأوروبية للقانون الدولي، ومجلة شؤون الأقليات المسلمة، والمجلة الدولية للدراسات التركية.

كما ساهم في العديد من الصحف اليومية الرائدة منها التركية مثل “حريت ديلي نيوز” و”ديلي صباح” و”جمهوريت”، والإسرائيلية مثل “هآرتس” و”جيروساليم بوست”.

شاهد أيضاً: السلطان عبد الحميد والمشروع الصهيوني

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة