تعليم

العشر الأواخر من رمضان عتقٌ من النار.. كيف نستغلها؟

العشر الأواخر من شهر رمضان سوق عظيم يتنافس فيه الصالحون ويجتهد فيها العابدون؛ اقتداء بهﷺ:

(كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله)،[متفق عليه].

بدأت خيرُ ليالي الدنيا؛ ليالي العشر الأواخر المباركة من شهر رمضان التي لا تُقدّر ثوانيها بثمن، فيها ليلةٌ خيرٌ مِن ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم!

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل العشر الأواخر من رمضان؟

كان نبيُّنا وقدوتُنا صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل العشرُ؛ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظَ أهلَهُ، إنها ليالي الانقطاعِ العظيمِ للخالق، بِقَطْع العلائق عن الخلائق! وعكوف القلب على أعتاب الرب تعالى وتبارك، بالانكسار والافتقار والاستغفار.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

فالاجتهادَ الاجتهاد بالليل والنهار، في كل صنوف البرّ والإحسان، وكلٌّ ميسّرٌ له في باب، فتلك ختماتٌ وسجداتٌ ودعواتٌ وصدقات، واحتسابُ النّية في كلّ عمل غنيمةٌ وثواب.

والتوفيقُ بيد الله تعالى وحده؛ فاسألوه دومًا الإعانة على الطاعة، فكم مِن عاجزٍ مَحمول إليها؟! وكم مِن قادرٍ مخذول عنها؟!

وفرائضُ العَشرِ الأواخر من شهر رمضان أعظمُ العبادة؛ فلتكن العنايةُ بها أشدّ العناية، ثم النوافل بالتنويع والزيادة، ومَن قام معَ الإمامِ حتى ينصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ، ومن قام العشر جميعًا أدرك ليلة القدر لا محالة.

ما هو الدعاء المستحب؟

والدعاءَ الدعاءَ في هذه الليالي العظيمة بخيري الدنيا والآخرة، اسألوا الله تعالى العفو والعافية، ومِن أعظم الأدعية النبوية: اللهمّ إنك عفوٌّ تُحِب العفو فاعفُ عنّا. فليس بعد العفو إلا النجاة والكرامة.

والحذر الحذرَ من تضييع الأوقات في الأسواق ومجالسِ القيل والقال، فإنّ الجوائز تُوزَّع، والعطايا تُقسَّم، والرحمات تتنزّل، وهذه صكوكُ العِتق تُكتَب، فلا تفوتنّك هبةُ ملك الملوك.

الاستعدادات للعشر الأواخر من شهر رمضان

1. إحياء الليل: لما ثبت في الصحيحين عن أم المؤمنين رضي الله عنها قالت كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزره.

2. إيقاظ الرجل ورب الأسرة أهل بيته ليدركوا عظم ثواب وشرف قيام تلك الليالي المباركات.

3. إعتزال النساء والشهوات والتفرغ للعبادة والتلذذ بالطاعات والخشوع.

4. الاعتكاف في المسجد ومناجاة الله والابتهال له بمختلف الأدعية وخاصة المشتملة على طلب العفو والغفران فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة.

5. الإكثار من ترديد دعاء اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني وبالأخص في ليلة القدر لما روي عن عائشة رضوان الله عليها أنها قالت: يا رسول الله: إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، قال: قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني).

6. تلاوة القرآن الكريم فقد كان الرسول الكريم والسلف الصالح أشد حرصاً على ختم المصحف في شهر رمضان المعظم وهذا دليل لفضله وثوابه الكبير.

العِبرةُ بالخواتيم أيها الأحبة مَن أحسن فيما مضى فليزدد، ومن قصّر فليتدارك، وما عَظُمَ شهر رمضان إلا بهذه الليالي الأخيرة، فما منها عِوض ولا تقدّر بقيمة!

كلُّ ثانية محسوبة عليك من الكنوز المُعجَّلة، ليلةٌ تقارب ١٢ ساعة هي أعظم عند الله من عبادة ٨٣ سنة!! فلنشمّر فلنجتهد ولنحسن الختام.

جعلنا الله وإياكم وأهلنا وأحبابنا والمسلمين من الفائزين بليلة القدر، الغانمين بأوفر الحظ والأجر، والحمدلله عَدَدَ وملئ فضله ورحمته وعلمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة