تاريخرياضةفيديومقالات

سجل هدف بالخطأ في مرماه فتلقى 6 رصاصات.. تعرف على ضحية مونديال 1994 المدافع الكولومبي إسكوبار

تعتبر بطولة كأس العالم أغلى بطولة عالمية على الصعيد الدولي، ومصدر قوة وفخر للبلاد التي تنظم هذه البطولة، وتتصارع العديد من المنتخبات من أجل التأهل والظفر بالكأس المصرع بالذهب الخالص.

ومنذ النسخة الأولى التي بدأت في عام 1930، والتي نظمتها الأورغواي وفازت بها على حساب المنتخب الأرجنتيني، حيث تحدث العديد من  المفاجئات والأحداث المميزة، ولكن ماحدث في مونديال 1994 الذي نظمته الولايات المتحدة الأمريكية لا يُمحى من ذاكرة الكولومبين.

المنتخب الكولومبي الذي بدأ مشواره في الموندريال أمام المنتخب الروماني، ولكنه خيب آمال جماهيره عند تلقيه خسارة قاسية بثلاثة أهداف لهدف، فقد كان على وقع المباراة الحاسمة مع منتخب الولايات المتحدة الأمركية، والتي ستحدد المركز الأخير المؤهل للدور الـ16 من البطولة،  وأصبح أمام موقف محرج وصعب عندما سيواجه المنتخب الأمريكي.

وواجه المنتخب الكولومبي نظيره الأمريكي وكانت أشبه بحرب على أرض الملعب، خاصة بسبب أفاعيل تاجر المخدرات الأكبر في العالم “بابلو إسكوبار” تجاه الولايات المتحدة.

سجل اللاعب الراحل “أندريس إسكوبار” هدفاً في مرمى منتخب بلاده بالخطأ لحساب الولايات المتحدة في الشوط الأول من اللقاءفي الدقيقة 35، وحاول المدافع الكولومبي “إسكوبار” إبعاد عرضية المنتخب الأمريكي، لكن لسوء الحظ لم ينجح وسجل هدفاً في مرماه.

اقرأ أيضاً: لماذا مُنعت تايوان من المشاركة في المحافل الرياضية؟

ومع ارتفاع معنويات المنتخب الأمريكي ومؤازرة الجماهير تمكن مستضيف البطولة من تسجيل الهدف الثاني، ولكن لم يكن الهدف الذي سجله “فالنسيا” في الوقت الضائع من الشوط الثاني كافياً للعودة إلى المباراة، فانتهت المباراة بفوز الولايات المتحدة بهدفين لهدف وتأهل الولايات المتحدة للدور الـ16 من بطولة كأس العالم.

كان المنتخب الكولومبي في ذلك الوقت من المرشحين الكبار للوصول للأدوار النهائية والمضي بعيداً في البطولة، لكن خطأ اللاعب “أندريس” كان كفيلاً لإنهاء مشوار كولومبيا أمام ألد أعدائها آنذاك.

مجرد هدف.. لكنه كان سبباً كافياً لقتله!

هدف اللاعب لم يكن ليمر مرور الكرام في كولومبيا، وخاصة عند المافيا والعصابات وتجار المخدرات، فمتابعين وعشاق كرة القدم يجدون أن مثل هذه الأخطاء تحدث على الرغم من أنها مزعجة ومخيبة للآمال، لكنها جزء من اللعبة، وتسبب هذ الهدف في وداع كولومبيا من الدور الأول لكأس العالم وهي التي كانت مرشحة بنجومها للوصول لأبعد من هذا الدور، كونها أعدت العدة جيداً في التصفيات، بالإضافة إلى  كمية من الأموال التي صرفت لصالح المنتخب لتحقيق الأحلام الكولومبية.

واشتد الأمر حين تلقى اللاعبون تهديدات صريحة بالقتل، حيث انتشر الذعر بين اللاعبين وصولاً “لإسكوبار” الذي اختفى مختبئا في منزله خوفاً من العواقب الوخيمة، ومن سوء حظ اللاعب أنه سجل لحساب العدو الأميركي، فلو كان الهدف في نهائي كأس العالم وخسر على أثره المنتخب الكولومبي ربما ما كان ليقتل، بالإضافة إلى خسارة كبرى للرهانات المالية الباهظة كان سبباً مباشراً لقتل اللاعب الضحية، وأسوأ ما يمكن أن يتلقاه لاعب كرة قدم في التاريخ من عقاب.

اقرأ أيضاً: تعرف على الرادار البشري الذي يرصد الملعب

كان ينتظر المدافع “أندريس إسكوبار”، البالغ من العمر 27 عاماً، فأثناء خروجه من إحدى الحانات تعرّض لضرب مبرح انتهى بالإعدام رمياً بالرصاص على يد عصابة مخدرات، كانت قد دفعت مبالغ طائلة كرهان على المنتخب الكولومبي في المونديال، فكانت آخر جملة سمعها اللاعب الضحية قبل مقتله من قاتله: “شكراً للهدف الذي سجلته في مرماك”، والأدهى من ذلك أن قاتل إسكوبار، كان قد تلقى حكماً بالسجن لمدة 43 عاماً، ولكن أفرج عنه بعد 11 عاما بعد أن حصل على” حسن السلوك”.

وفاة اللاعب أصبحت طريقاً لدرس لن يُنسى للكولومبيين، فموته شكل خطراً على استثمارات العصابات في كرة القدم ومراهناتها، ووضعتها تحت الأنظار، فتحول الأمر الى مشكلة سرعان ما تأثرت بها الكرة الكولومبية، حيث أعلن 14 نادياً من أصل 18 نادياً إفلاسهم.

كرة قدم ميزانيتها من المخدرات وتحت رعاية بابلو إسكوبار

كان لوفاة اللاعب دلالات وقصص ارتباطية، وبالعودة للذاكرة، تجد أن قصة العداء الأميركي لكولومبيا اشتد وطأتها حين كان رجل الهيروين “بابلو إسكوبار”، صاحب نفوذ قوي للغاية في كولومبيا، وكان يتعمّد تشغيل الفقراء في مختلف مشاريعه المشبوهة ويحرص على بناء المستشفيات ودور الرعاية والتعليم، بأموال تجارته القائمة على تجارة المخدرات والهيرووين والحشيش.

في الوقت ذاته كان “بابلو إسكوبار” عاشق لكرة القدم ويقوم بتقديم الدعم المالي الكبير للمنتخب الكولومبي وبناء ملاعب كرة القدم، تقول “لوز ماريا إسكوبار” شقيقة “بابلو”: بابلو أحب كرة القدم، لقد كان أول حذاء اقتناه هو حذاء الكرة، وعندما قتل كان يرتدي حذاء لكرة القدم أيضا.

اقرأ أيضاً: مونديال 2022.. تعرف على أهم وأحدث الملاعب القطرية

وقال”شونتو هيريرا”: لاعب منتخب كولومبيا السابق وهو صديق لبابلو”، كان دائمًا هناك بطولات لكرة القدم في الأحياء الفقيرة، تلك البطولات كانت تنسينا الفقر والهموم التي نعيشها، كانت تجعلنا نشعر بأننا أشخاص مهمون، كأننا في عالم منفصل عن الواقع”.

يعتبر “شونتو هيريرا” واحدًا من كثيرين من نجوم الكرة الكولومبية الذين نشأوا ولعبوا كرة القدم في الملاعب التي قام ببنائها “بابلو”، ثم أصبحوا فيما بعد نجومًا على الصعيد المحلي والعالمي، مما جعل “بابلو” ينال شعبية تضاهي شعبية رئيس البلاد.

وكشف “جافيريا” عن أن “بابلو” كان ينظم مباريات للكرة يجمع فيها أفضل لاعبي الدوري الكولومبي مقابل إعطائهم الملايين، حيث كان يقول لجاتشا قل لي من تريد من اللاعبين وسآتي به.

وتواصلت لقاءات إسكوبار الاستعراضية حتى بعد دخوله للسجن الذي يعرف باسم “لا كاتيدرال”، الذي بناه لنفسه ولمساعديه في 1991، بعد الصفقة التي عقدها مع الحكومة الكولومبية، إذ شهد السجن تواجد العديد من نجوم الكرة الكولومبية واللاتينية لخوض اللقاءات مع الباترون وأصدقائه من السجناء، وعلى رأس هؤلاء النجوم كان الأسم الأبرز وقتها في كرة القدم، “دييجو أرماندو مارادونا”.

حقبة كولومبيا المظلمة تحت مجهر الإعلام

بحسب تحقيقات صحافية عالمية نشرتها معظم وسائل الإعلام في كولومبيا، فقد تطرقت تلك التحقيقات إلى أن تاريخ مقتل اللاعب كان فترة زمنية مظلمة بحق كولومبيا، حيث أشار الموقع الرسمي لـ”كولومبيا ريبورتس” إلى أن الكولومبيين يستذكرون “تلك الفترة المظلمة في تاريخ كرة القدم الكولومبية، وبالتحديد قبل 20 عاماً، حين قتل مدافع المنتخب الوطني ونجم أتليتيكو ناسيونال “أندريس إسكوبار”، بعد مرور 10 أيام على تسجيله الهدف الكارثي بالخطأ.

اقرأ أيضاً: تركيا.. بنى تحتية بمواصفات عالمية وظهور خجول على الصعيد القاري، ما هي الأسباب؟

وتطرقت “شبكة كولومبيا الإخبارية” الى أن أسباب وفاته تعدّ عملاً من أعمال العنف المرفوض، بسبب كبار تجار المخدرات الذين كانوا يراهنون على كولومبيا أمام أميركا، ناهيك عن التوتر في ما بين البلدين.

ووصفته وسائل إعلام أخرى في أبرز عناوينها بعد مقتله “اللاعب المحترم يفقد روحه بسبب أباطرة المخدرات”، فيما علقت صحيفة “الجارديان” البريطانية في تحقيق صحافي عن اللاعب الراحل، أنه وقع ضحية للمراهنات والمخدرات المتفشية في المجتمع الكولومبي، وقالت: “عشرون عاماً ولا يزال “أندرياس إسكوبار” معروف في جميع أنحاء العالم كلاعب كرة قدم كولومبي ذهب ضحية، وقتل لأنه سجل هدفاً في مرماه”

امتد صيت اللاعب لصناعة الأفلام، فقد قامت شبكة بي بي سي بنشر فيلم وثائقي أنتجته أميركا يربط بين “إسكوبار” اللاعب وبين “بابلو” المخدرات، لكنه لم ينل إعجاب الكولومبيين في ما بعد كونه استغل بنظرهم ذكرى وفاة اللاعب المحبوب، وهو ما دفع شبكة التلفزيون الكولومبية RCN، إلى إلغاء عرض فيلم “ESCOBARS”، الذي تناول موضوع اللاعب “أندرياس إسكوبار”.

شاهد أيضاً: بقيت الركلة المشؤومة تحضره لسنوات قبل النوم.. قصة اللاعب الإيطالي روبرتو باجيو 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة