تاريخرياضةفيديو

تواطؤ كل من ميلان وريجينا ولاتسيو، لكن يوفنتوس دفع الثمن باهظا.. تعرف على أكبر فضيحة في تاريخ الدوري الإيطالي!

الكالتشيو بولي هو مصطلح إعلامي أطلقته الصحافة الإيطالية على قضية فساد كبيرة هزت مكانة الدوري الإيطالي، وأصبح على مدى سنوات الدوري الضعيف الدفاعي الذي يملئه الفساد الكروي.

قضية الفساد هذه المُتشعبة أُكتشفت في عام 2006، قبل شهر واحد فقط من انطلاق مونديال ألمانيا، لتهتز أرجاء كرة القدم الإيطالية أثناء تجهيز “مارتشيلو ليبي” لكتيبة الازوري للعب في كأس العالم، وكشفت الشرطة المحلية عن فضيحة كُبرى تتعلق بالتلاعب في ترتيب وتجهيز مباريات الدوري الإيطالي “سيري آ”، بما يتناسب مع مصالح الأندية، ولم تكن الفضيحة هي التلاعب بالنتائج كما روج لها سابقاَ.

قائد هذه الفضيحة رئيس نادي “يوفنتوس” ومديره الرياضي لوتشيانومودجي، وتورط معه أندية ميلان، فيورنتينا، لاتسيو، وريجينا، حيث أظهرت تسجيلات لمكالمات هاتفية اختيار هذه الأندية حكام بعينهم لإدارة مبارياتهم في الدوري الإيطالي، وذلك موسم 2004/2005.

اقرأ أيضاً: حصدوا الميداليات الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020.. تعرف على إنجازات التي حققها العرب عبر التاريخ!

وكان كل من المتورطين من رؤوساء الأندية السابقة، وبعض الحكام بعد إنشاء شبكة اتصال مستخدمين خطوط من دول سويسرا وليشتنشتاين ولوكسومبورغ .

تفاصيل الكالتشيو بولي

الكالتشيو بولي، قضية فساد كبرى في إيطاليا، تداخل فيها العديد من رموز كرة القدم والشخصيات الرياضية المؤثرة في الأندية المحلية، وعدد من الحكام وأعضاء الاتحاد الإيطالي لكرة القدم.

تعلقت الفضيحة بترتيب نتائج مباريات في الدوري الإيطالي الدرجة الأولى “سيري آ”، وتورط في الفضيحة نادي يوفنتوس ونادي ميلان ونادي فيورنتينا وبدرجة أقل لاتسيو وريجينا.

محكمة نابولي في أبريل 2010 أثناء التحقيق في تداعيات قضية الكالتشيو بولي التي انفجرت عام  2006، وبدأت فصول الكالتشيو بولي عندما تُوج اليوفي بلقب الدوري الإيطالي عام 2006، حيث وصلت تسريبات إلى محكمة مدينة نابولي، تتعلق بوجود شبكة كبرى تضم مجموعة من رؤساء الأندية الإيطالية، يتلاعبون في نتائج مباريات الدوري الإيطالي “سيري آ”، ويصل الأمر إلى الدرجات الأخرى.

بدأت التحقيقات قبل نهاية موسم 2006/2005، وكانت المفاجأة المدوية، حينما استمعت المحكمة إلى مكالمات مسجلة بين رؤساء لأندية الدوري الإيطالي ومسؤولين في الاتحاد الإيطالي، وتسببت هذه المكالمات في فضيحة كروية كبرى قبل انطلاق رحلة إيطاليا في مونديال كأس العالم 2006، والذي انتهى بتتويج الأزوري للمرة الرابعة في التاريخ.

وأطلق على فضيحة الكالتشيو بولي كذلك “مودجي بولي” نسبة إلى المدير الرياضي ليوفنتوس لوتشانومودجي، وسُميت أيضا باسم “كالتشيو غيت” نسبة إلى فضيحة “ووترغيت”، أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، عام 1968، بسبب فوز الرئيس “ريتشارد نيكسون” بصعوبة شديدة على منافسه الديمقراطي “همفري” بنسبة 43.5% إلى 42%-. 

اقرأ أيضاً: انهال بالسباب على مدربه، وطعن رونالدو في قلبه.. كيف لاحقت “فان نيستلروي” لعنة دوري الأبطال؟

لكن وسائل الإعلام الإيطالية اختارت في النهاية مقطع “بولي” من فضيحة تانجنت بولي، بالإضافة إلى مقطع كالتشيو، والذي يعني باللغة الإيطالية “كرة القدم” لتصبح كالتشيو بولي.

مودجي وقائمة المتهمين

تصدر لوتشيانو مودجي، المدير الرياضي لنادي يوفنتوس، المشهد كزعيم فضيحة كالتشيو بولي، حيث تم تسجيل العديد من المكالمات له مع بييرلويجي بايريتو، النائب الإيطالي لرئيس لجنة الاتحاد الأوروبي للحكام، وأحد المتورطين الكبار في القضية، على الرغم بعد التحقيقات اكتشف أن أكثر من نادي تورط بهذه الفضيحة كنادي روما وسبيزا وبيزا، إلا أن الاتحاد الإيطالي قرر إكمال التحقيق مع الأندية الأولى وعدم أشارك الأندية المتورطة لاحقاَ خوفاَ من إلحاق ضرر جسيم بسمعة الدوري الإيطالي.

كذلك كانت هناك مجموعة أخرى من المكالمات الفاضحة لرئيس لجنة الحكام الإيطالية حينها “باولو بيرجامو” مع أدريانو جالياني، المدير التنفيذي لنادي ميلان ورئيس رابطة الدوري الإيطالي حينها.

وشملت تلك المكالمات رئيس نادي لاتسيو “كلاوديو لوتيتو” ورئيس الإنتر السابق “جاشينتو فاكيتي”، والمالك السابق للإنتر “ماسيمو موراتي”.

كل هذا إلى جانب 16 اسمًا تم تسجيل مكالمات فيما بينهم، كانوا يتحدثون خلالها حول الحكام واختيار أسماء بعينها لإدارة المباريات في الدوري الإيطالي.

قرارات عنيفة وعقوبات قاسية

كشفت التحقيقات عن طلب حكام بعينهم، أو طلب تغيير أسماء تم تعيينها لإدارة مباريات أندية يوفنتوس، لاتسيو، ميلان، فيورنتينا وريجينا، واستمرت القضية أسبوعين في المحكمة، حتى تم الإعلان عن قرارات قوية تعاقب كافة المتورطين.

وقررت المحكمة توقيع عقوبات قاسية على “السيدة العجوز”، حيث تم إعلان هبوط النادي إلى السيري بي لأول مرة في التاريخ، مع خصم 9 نقاط من رصيده في بداية الموسم الجديد، وحرمانه من اللعب في دوري أبطال أوروبا، تحت قيادة المدرب الفرنسي الجديد “ديديه ديشان”.

اقرأ أيضاً: حرّر اللاعبين من العبودية وغير مجرى كرة القدم.. ماذا تعرف عن قانون بوسمان؟

وتمثلت العقوبة الأقوى والأعنف في سحب لقبي الدوري الإيطالي موسمي 2004-2005 و2005-2006 من رصيد الفريق وإهدائها إلى الإنتر، قبل أن يستأنف يوفنتوس وتعود إلى خزائنه من جديد.

أما بالنسبة لميلان وريجينا تم خصم 8 نقاط من رصيد ميلان، في البداية خصم من الفريق 15 نقطة، وثم تم تقليل عدد النقاط المخصومة إلى 8 نقاط، وكان في البداية قد منع من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولكن تم خصم 30 نقطة من رصيد في موسم 2005/2006، وتم السماح له باللعب في دوري أبطال أوروبا، وقد عوقب بلعب مباراة واحدة دون جمهور.

وخصمت 11 نقطة من رصيد ريجينا ما أدى إلى إسقاطه إلى دوري الدرجة الثانية، وغرم الفريق 68 ألف جنيه إسترليني، وتكبد رئيس النادي “باسكوال فوتي” غرامة قدرت بنحو 20 ألف جنيه إسترليني، وطرد من اللعبة لمدة سنتين ونصف.

وخصمت 15 نقطة دفعة واحدة من رصيد نادي فيورنتينا، في البداية وتم اسقاطه إلى الدرجة الثانية، ومع خصم 12 نقطة من رصيده، وثم تم تصعيده إلى الدوري الإيطالي مرة أخرى ولكن مع زيادة عدد النقاط المخصومة من رصيده إلى 19 نقطة، وتم تقليل عدد النقاط المخصومة إلى 12 نقطة، ومنع الفريق من اللعب في دوري أبطال أوروبا، ولعب مباراتين خلف الأبواب المغلقة.

وأخيرًا 3 نقاط من رصيد لاتسيو، في البداية أسقط الفريق إلى الدرجة الثانية ومع حسم 7 نقاط من رصيده، وثم تم تصعيده إلى الدوري الإيطالي مع خصم 11 نقطة، وتم تقليصها إلى 3 نقاط، وقد منع الفريق من اللعب في كأس الاتحاد الأوروبي، ولعب مباراتين دون جمهور، بينما أُعلنت تبرئة إدارة الإنتر من كافة التحقيقات.

وتعرض “لوتشيانو مودجي” المدير الرياضي للسيدة العجوز للإيقاف مدى الحياة عن ممارسة أي شيء يتعلق بكرة القدم، فيما كان الإيقاف ما بين 5 سنوات إلى 3 أشهر لبقية المتورطين الذين “فرانكو كارارو” ورئيس رابطة الدوري الإيطالي “أدريانو جالياني”. 

اقرأ أيضاً: من هو فريق اللاجئين الأولمبي، ومن يحق الانضمام إليه؟.. تعرف على الرياضي الأولمبي المستقل!

وتجدر الإشارة إلى أنه وعقب 9 سنوات من قرارات المحكمة الإيطالية تم تبرئة “لوتشيانو مودجي” من تهم التحايل الرياضي، كما أسقطت عنه تهم التآمر الجنائي الموجهة إليه بقانون التقادم، وعدم معاقبته بشكل جزئي، إلا أنه من الناحية الرياضية سيبقى كما هو دون قدرة على المشاركة في أية أعمال مدى الحياة تتعلق بكرة القدم، يبقى نادي الإنتر المستفيد الأكبر من هذه الأحداث، بخلاف تبرئته من القضية منذ البداية، نجح في فرض سيطرته المطلقة على لقب الدوري الإيطالي لمدة 4 سنوات متتالية من 2006 وحتى 2010، وساعد تراجع يوفنتوس وميلان في المنافسات المحلية والقارية، فريق “النيراتزوري” تحت قيادة مدربه البرتغالي “جوزيه مورينيو” في الظفر بالثلاثية التاريخية عام 2010.

شاهد أيضاً: تعرف على جاسوس كرة القدم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة