تاريخرياضةفيديو

مزحة قاتلة أودت بحياة لاعب كرة قدم إيطالي، تعرف على القصة!

لوتشانو ري تشيكوني، ابن مدينة “نير فيانو” الإيطالية، ولد لعائلة فقيرة عام 1948، وأراد احتراف كرة القدم على الرغم من عدم توفر المال الكافي، إلا أنه بدأ مشواره مع نادي “بروباتاريا” الإيطالي ثم لينتقل بعدها إلى نادي فوجيا.

وبجانب احترافه لكرة القدم كان يعمل في متجر خضراوات لسداد حاجة عائلته ومساعدة والده، وخاض النجم مع نادي فوجيا موسمين متتالين، حيث تألق وجذب انتباه عدة أندية كروية، وكان أهمها نادي لاتسيو الإيطالي، وانتقل بعدها الى العاصمة روما ليلتحق  بفريق لاتسيو، حيث حقق اللقب الأشهر والأول لنسور العاصمة الإيطالية، وذلك في موسم 1973/1974. 

حقق اللاعب تشيكوني الكثير من الشهرة والمال وكسب محبة زملائه ومشجعي وأنصار نادي لاتسيو، وكان متميز بخفة دمه وبراعته في إلقاء النكات، وقد لقبوه محبوه بالجوكر، إذ كان لا يخلو أي لقاء له أو أي ظهور إلا وكان قد ألقى دعابته ونكاته. 

النكته القاتلة التي أودت بحياة تشيكوني

في أحد الأيام كان تشيكوني برفقة زميله في الفريق  بيتر غيدين، حيث خطر للجوكر تشكوني أن يلقي مزحة للتسلية، فكانت الخطة هي عملية سطو مزيف على محل مجوهرات في وسط مدينة روما، حيث قاما بإنزال القبعات على وجوههم مع وضع اليدين في الجيوب كأسلحة، واقتحم تشيكوني وزميله المتجر وقال الأخير: انبطاح.. أفرغ كل مافي الخزينة هنا!

اقرأ أيضاً: حرّر اللاعبين من العبودية وغير مجرى كرة القدم.. ماذا تعرف عن قانون بوسمان؟

وما كانت إلا ثوان معدودة وسمع صوت إطلاق نار، كان بسلاح صاحب المتجر “تابو تشيني” على تشيكوني، بعد أن كان قد أخذ إذن مسبق من شرطة مدينة روما بإطلاق النار على اللصوص والدفاع عن نفسه.

تفاجئ صديقه بيتر غيدين وصرخ (بأنها مزحة ليس إلا)، الرصاصة كانت قد استقرت في صدر تشيكوني وكانت إصابته بليغة، نقل على إثرها للمشفى حيث لقى حتفه هناك بعد نصف ساعة متأثرا بجروحه، وكانت عبارته الأخيرة: أقسم بأنها مزحة.. أقسم بأنها مزحة.

فتح تحقيق بعد الحادثة مباشرة مع صاحب متجر المجوهرات “تابو تشيني”، وأفاد الأخير بأنه لم يقرأ أي جريدة ولم يشاهد أي مباراة كرة قدم، وكان يعاني من الخوف والقلق بعد عدة محاولات سطو تعرض لها مسبقا، حتى أنه بدأ في التدرب على ردات الفعل السريعة والدفاع عن النفس، وعلى إثرها قام بحيازة مسدس قصير المدى لغرض الدفاع عن النفس، ولم يثبت على “تابو تشيني” أي تهمة على الرغم من احتجازه لأكثر من عشرة أيام في غرفة التحقيق، عائلة تشيكوني شككت بالأمر، وأدعت بأنها مؤامرة استدرج فيها تشيكوني لغرض قتل نجم لاتسيو والضغط على الفريق، من أجل الابتعاد عن الفاشية والشيوعية التي كانت مسيطرة ومتحكمة في نادي لاتسيو في السبعينيات.

كانت إيطاليا في تلك الحقبة بلد مليء بالأسلحة والمافيات، ففي عام 1976 وحده كان هناك أكثر من 15000 طلب للحصول على ترخيص بحمل الأسلحة، أي أكثر بالربع من العام السابق، ووفقا لتقرير المدعي العام للمحكمة العليا آنذاك أوبالدو بوكيا، وقعت في ذلك العام في البلد 1591 جريمة قتل وأكثر من 9 آلاف عملية سطو.

اقرأ أيضاً: انهال بالسباب على مدربه، وطعن رونالدو في قلبه.. كيف لاحقت “فان نيستلروي” لعنة دوري الأبطال؟

مؤشرات كثيرة تدل على صعوبة العيش في إيطاليا في ذلك الوقت، ومع توفر الأسلحة بشكل رهيب ومخيف، فبعض الصحفيين أكدوا أن مساعد المدرب لنادي لاتسيو “مورغي” كان يصل إلى التدريب مجهزا بمسدس متوسط المدى، ورأى بعض الصحفيين والجماهير أن نصف الفريق كان يحمل أسلحة، وكانوا يصوبون على المصابيح في غرف الفنادق حسب قول عمال الفنادق، وذلك بسبب إنتماء النادي لليمين المتطرف الفاشي، وكان تشيكوني صاحب الوجه الضحوك لايحبذ هذه الأفعال وكان يعارضها بشدة، ويقف مع الجمهور بعدم حيازة أسلحة والاستغناء عنها.

أعيد فتح التحقيق في بداية عام 2000، وحققت الشرطة في الحادثة من جديد لكن لم يثبت على بائع المجوهرات تابو تشيني أي تهمة، وأبقى على أقواله أنه لم يقرأ جريدة قط، ولم يشاهد أي مباراة كرة قدم، وفي عام 2012 صرح الصحفي الإيطالي ماوريتسيو مارتوتشي، بأنه كيف يمكن لأي شخص أن يقرأ جريدة في ذلك الوقت وهي المصدر الوحيد للأخبار، كما أن النجم تشيكوني كان لديه شهرة واسعة في إيطاليا.

وإلى يومنا هذا لا أحد يدري ما حصل بالمتجر في ذاك اليوم.

شاهد أيضاً: تعرف على جاسوس كرة القدم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة