تعرّف على قصة العسل الأسود!

قبل قرن من الزمان كان دبس السكر من مواد التحلية الأساسية التي يأكلها الكثيرون يومياً قبل اكتشاف السكر الأبيض، حتى إن الناس اعتادوا شراءه بكميات كبيرة تصل إلى غالونات في كل مرة بدلاً من عبوات صغيرة، واستخدموها بعدة طرق مختلفة.

يُصنع دبس السكر الحقيقي من العصير المستخرج من سيقان قصب السكر ويغلى حتى يصبح شراباً، أو من الذرة الرفيعة.

من بين جميع المحليات السائلة ربما يكون دبس السكر السميك الداكن واللزج الأكثر تعقيداً. اعتماداً على كثافته وقوة طعمه يمكن أن يتدرج دبس السكر من الحلو قليلاً إلى الحلو المدخن إلى المذاق الحلو المر، وتاريخه معقد تقريباً مثل نكهته.

اقرأ أيضاً: هل تناول الطعام المقلي بزيت الزيتون يضر بالصحة حقاً؟

فقد كان هذا المحلي بمثابة عملة نقدية أسهمت في ازدهار تجارة الرق وعبرت المحيطات على يد كريستوفر كولومبوس، تعرف معنا في هذا التقرير على تاريخ دبس السكر وأنواعه.

العسل الأسود وتجارة الرقيق

بدأت صناعة دبس السكر عن طريق عصر قصب السكر وغلي عصيره حتى يتبلور في الهند منذ عام 500 قبل الميلاد. ثم وصل إلى أوروبا عندما جلبه الغزاة العرب إلى إسبانيا. من هناك عبرت فكرة صنع دبس السكر المحيط الأطلسي في رحلة أخرى عندما أحضر كريستوفر كولومبوس قصب السكر إلى جزر الهند الغربية.

وبذلك أصبح دبس السكر أيضاً جزءاً من تجارة الرقيق، فقد كان تجار الرقيق يجلبون العبيد من إفريقيا إلى جزر الهند الغربية ومنطقة البحر الكاريبي مقابل الرم الإنجليزي وبراميل دبس السكر. تم بيع هؤلاء العبيد لمزارع قصب السكر لحصده بهدف صنع دبس السكر، والذي تم نقله بعد ذلك إلى المستعمرات وإلى إنجلترا، وأصبح يعرف باسم العسل الأسود.

اقرأ أيضاً: أطعمة ستسبب لك الأرق وأخرى ستساعدك على النوم

في عام 1733، حاول البرلمان البريطاني زيادة حصته في السوق من خلال إصدار قانون دبس السكر، مضيفاً ضريبة صارمة على دبس السكر المستورد إلى المستعمرات البريطانية من جزر الهند الغربية الفرنسية. ونظراً لأنه كان غير مكلف نسبياً بقي دبس السكر حتى ثمانينيات القرن التاسع عشر أكثر أنواع التحلية شيوعاً في الولايات المتحدة.

أنواع دبس السكر

يوجد نوعان من دبس السكر، دبس الشمندر السكري ودبس قصب السكر. النوع الذي يستخدم في الطبخ هو دبس قصب السكر.

لدبس قصب السكر قوام مختلف عن دبس السكر المصنوع من الشمندر السكري، إنه أخف وزناً وأقل لزوجة وأكثر حلاوة، يستخدم دبس السكر في المقام الأول لتغذية الحيوانات والاستخدامات التجارية الأخرى، مثل التقطير وحتى الأدوية.

أنواع دبس السكر الثلاثة

لصنع دبس السكر، يتم حصاد قصب السكر وغسله وتقطيعه إلى شرائح ونقعه. ثم يتم استخلاص العصير من النبات. في هذه المرحلة يكون محتوى الماء في السائل مرتفعاً جداً. تقوم الشركة المصنعة بغلي السائل لتركيز السكريات، تاركة وراءها عصيراً كثيفاً، عبارة عن شراب سكر متبلور.

اقرأ أيضاً: تخلص من مشاكل الجهاز الهضمي باتباع نظام غذائي يضم هذه الأطعمة

يوضع السكر المتبلور في جهاز طرد مركزي لفصل دبس السكر عن بلورات السكر. يصف العديد من الطهاة أو مواقع الطهي عملية إزالة الدبس من بلورات السكر بأنها “مرحلة الغليان”، وتتم عبر ثلاث مراحل. وفقاً لهذه العملية يتم إنتاج ثلاثة أنواع مختلفة من الدبس:

دبس السكر الأسود

دبس السكر الأسود هو الشراب الغامق الذي ينتج عن الاستخراج الثالث للسكر من القصب. إنه نوع قوي جداً من دبس السكر من حيث النكهة والفوائد الصحية، بسبب مذاقه المر لا يجب استخدامه في الوصفات التي تتطلب دبس السكر.

يحتوي هذا النوع على عناصر غذائية مهمة مثل الحديد والكثير من البوتاسيوم، كما أنه يحتوي على السيلينيوم والنحاس بكميات أكثر تركيزاً، وفقاً لموقع Healthline. للحصول على الفوائد الغذائية ينصح بوضع ملعقة كبيرة من دبس السكر الأسود في ربع كوب من الماء الساخن وإذابته وشربه.

دبس متوسط ​​أو غامق

يزيل الغليان الثاني المزيد من السكر لتكوين دبس متوسط ​​أو غامق يكون أقل حلاوة، مع قليل من المرارة وقوام أكثر سمكاً، يسمى هذا النوع عادة دبس السكر الذي يشتريه معظمنا في المتجر لصلصة الشواء والبسكويت والخبز، كما أنه النوع الشائع استخدامه في خبز الزنجبيل.

دبس السكر الكبريتي وغير الكبريتي

قد ترى كلمة “غير كبريتي” على ملصق زجاجة دبس السكر. السبب هو أنه قديماً تم استخدام الكبريتات (مثل ثاني أكسيد الكبريت) كمادة حافظة في الأيام التي سبقت تطوير تقنيات إنتاج وتخزين الأغذية المتقدمة لمنع العفن أو نمو البكتيريا.

اقرأ أيضاً: فوائد الليمون الأسود للجسم  

تقريباً جميع دبس السكر التجاري غير كبريتي، لكن منتجي الأغذية يواصلون إضافة كلمة “غير كبريتي” إلى الملصق لأغراض التسويق.

دبس خفيف

ينتج عن الغلية الأولى للعصير شراب خفيف يسمى شراب القصب، وهو الأخف وزناً وأحلى الأنواع، لأن كمية صغيرة من السكر قد غلت وتبخرت فقط. غالباً ما يستخدم هذا النوع كشراب وفي الحلويات والفطائر.

الدبس أم العسل؟

إن نكهة دبس السكر تختلف تماماً عن نكهة العسل، ويمكن أن تجرب كليهما لتعرف أي نكهة تفضل على الخبز أو في الحلويات. أما إذا كنت تبحث عن مقارنة السعرات الحرارية بين العسل والدبس فإن إجمالي محتوى السعرات الحرارية لهما متشابه، ملعقة كبيرة من دبس السكر تحتوي على حوالي 58 سعرة مقابل 64 سعرة لملعقة كبيرة من العسل، وفقاً لموقع Medical News Today.

شاهد أيضاً: حمية الكيتو.. من الألف إلى الياء!