تعرف على أنماط الأمزجة الأربعة لدى الإنسان!

يواصل علماء النفس إلى الآن العمل الذي قام به من قبلهم في القرون الماضية من أجل تطبيق فكرة “هيبوقراط”، حول إمكانية تقسيم البشر إلى أنماط. ووضع أربعة أنماط تُعاكس السوائل الأربعة في الجسم، الدّم ، الصفراء، السوداء، البلغم، هذه الأخلاط تقابل العناصر الأربعة في الحياة وهي: الهواء، النار، الماء، التراب، إذا ازداد واحد من الأخلاط طغى أحد الأمزجة الأربعة لدى الشخص.

هانز إيزنك أحد أشهر علماء النفس في العالم وهو أيضا بيولوجي، ولد في عام 1916 وتوفي في عام 1997، بريطاني الجنسية ولكنه من أصول ألمانية، ركز آيزنك في نظرياته على البيولوجيا في تكوين شخصية الإنسان، وأكد أن الجينات الوراثية هي السبب الأكبر في تكوين شخصية الإنسان وذكائه، ولكنه لم ينكر تأثير البيئة والتنشئة على السلوك البشري، بل كان يركز فقط على تأثير العوامل البيولوجية والأمزجة المرتبطة بها.

منهج آيزنك

اعتمد آيزنك في منهجه على مجموعة كبيرة جداً من الأشخاص من شرائح واثنيات متنوعة، وقام بطرح مجموعة من الأسئلة عليهم، حتى يقوم بعل السمات وربطها ببعضها.

حدد آيزنك أهم سمات الشخص الخجول وهي الشخصية الانطوائية، أو الشخص الانبساطي فقد حدد أهم سماته وهي الثرثرة، وهذا يعني أن كل شخص خجول هو شخص انطوائي، وليس كل شخص انطوائي هو شخص خجول، وأن كل شخص ثرثار هو شخص انبساطي وليس كل شخص انبساطي شخص ثرثار، ولم يكن هذا الربط بين سمات الشخصية ربطا عشوائيا، بل كان وفقا للعديد من الحسابات الإحصائية الدقيقة.

اقرأ أيضاً: سيكولوجية الرياضة.. تعرف على دور علم النفس في كرة القدم!

 قام آيزنك بتحديد أربعة سمات للشخصية، وهي : الشخصية الانطوائية، والشخصية العصابية، و الشخصية الانبساطية، والاستقرار العاطفي.

أنماط الأمزجة الأربعة وفقا آيزنك

العصابية (Neuroticism)، وهم الأشخاص الذين يميلون إلى العصبية والتوتر أكثر من اللازم، وحسب البيولوجية التي يتبعها آيزنك فإن هؤلاء الأشخاص يكون جهازهم العصبي سمبثاوي ودي، لأن الجهاز العصبي هو المتحكم الاكبر في المشاعر وردود الأفعال، حيث يقوم بإصدار إشارات إلى الكبد بإفراز الجلوكوز في مواقف الغضب والخوف حتى يتم تدعيم طاقة الجسم  للتعامل مع الموقف، كما أنه يعطي التعليمات بإفراز الأدرينالين في الدم ما يسبب خفقان القلب بشدة، وارتفاع وتيرة التنفس من أجل استنشاق كمية أكبر من الأكسجين واستعداد العضلات للتحرك.

والعصابية في الغالب هي مقابل شخصية الاستقرار العاطفي، فالشخص العصابي هو شخص يميل جهازه العصبي السمبثاوي إلى النشاط بصورة أكبر، وتظهر سمات شخصيته في سرعة الغضب والتشاؤم والقلق والتوتر، وفي الغالب يكون عرضة للاضطرابات العصابية مثل الوسواس القهري والهلع، أما مزاج الاستقرار العاطفي فيكون جهازه العصبي أكثر هدوءاً واستقراراً وأقل عرضة الهلع والتوتر والخوف.

اقرأ أيضاً: الحرمان من النوم‎.. إحدى طرق “العلاج النفسي” قديماً! ‎

الانطوائية وهي عكس الانبساطية، وقد عرّف آيزنك الانطوائية بأن الشخص الانطوائي تكون قدرته على الكبت ضعيفة جداً، وهو شخص يهتم كثيراً بالتفاصيل بعكس الشخص الانبساطي، فالشخص اللانبساطي لديه قدرة كبيرة جدا على الكبت ونسيان التفاصيل، فمثلا عند التعرض لأحد المواقف المحرجة يستطيع الشخص الانبساطي أن ينسى تفاصيل ما حدث أو قد يسخر منه، ويتعامل مرة اخرى مع نفس الأشخاص، أما الشخص الانطوائي فيظل متذكراً تفاصيل الموقف ولن يعود لمقابلة نفس الأشخاص مرة أخرى، حتى تمر فترة طويلة من الزمن.

 الشخص الانبساطي لا يفكر كثيراً في المواقف التي حدثت له في الماضي، أما الشخص الانطوائي يتوقف كثيرا ويفكر في التفاصيل. 

مفاهيم آيزنك الإضافية

ولكن يجب التأكيد أن هؤلاء الأمزجة الأربعة ليس لهم نسب محددة، ولكن يكونوا بنسب متفاوتة ومختلفة من شخص إلى آخر.

حدد آيزنك مجموعة من المفاهيم بالإضافة إلى الأمزجة الأربعة، وهي:

1- اعتدال المزاج (Ambiversion)، وهو مصطلح المقصود به هو الأشخاص الذين ليسوا انطوائيين وليسوا انبساطي، وكما تم التوضيح أن  الأمزجة الاربعة ليس لها نسب محددة، فيمكن القول أن هناك أشخاص انطوائين بنسبة 60٪ وانبساطي بنسبة 40٪، ولذلك يمكن القول أن معظم  الأشخاص معتدلي الحالة المزاجية، ففي بعض الأوقات يفضل الإنسان الجلوس مع أسرته ومشاركتهم المناسبات والأوقات وفي البعض الآخر بفضل الجلوس منفردا بعيدا عن العالم. 

وبحسب إحصاءات آيزنك فإن هذا المصطلح ينطبق على حوالي 68٪ من البشر.

2- الذُهانية (Psychoticism)، قام آيزنك بإجراء مجموعة من الاختبارات على مجموعة من مرضى الذهان، واستخرج بعض السمات التي قد يشارك فيها الأصحاء مع المضطربين عقليا، مثل التهور الشديد والمشاعر التي لا تتوافق مع المواقف مثل الضحك عند سماع خبر الموت، والعديد من سمات مرضى الفصام والذهان. 

اقرأ أيضاً: ماهو الفرق بين الحب والجنس؟

والجدير بالذكر أن آيزنك استوحى ألقاب الأمزجة الأربعة من الفلسفة اليونانية القديمة، بسبب وجود بعض التشابهات، حيث أن اليونانيين القدامى قاموا بتقسيم الامزجة الاربعة للبشر كالتالي: 

  • الصفراوي، وهو الشخص الطموح الذي يحمل صفات القيادة والعصابية.
  • الدموي، وهو الشخص الذي يتصف بالمرح والشجاعة والعفوية.
  • البلغمي، وهو الشخص الهادئ المسالم السلبي واللطيف.
  • السوداوي، وهو الشخص التحليلي المتشائم الهادئ.

ليس بالضرورة أن تحمل كل سمات المزاج لأن الأمر مرتبط بـ نسبتك المئوية، فإن كنت سوداوياً فلا يعني هذا أنك تحمل كل السمات بالمزاج من تشاؤم وتوتر ومزاجية وغيره، ولكنك ستحمل كثيرا منها وهذا حسب إجاباتك أنت، فإن كنت ترى أنك لا تحمل أي سمة من تلك السمات فهذا يعني أنك لم تجب بالشكل الصحيح على الأسئلة، لأنها مُباشرة فهي تسألك ما إذا كنت تعاني من القلق والتوتر، فإن كانت إجابتك بأن هذا صحيح جدا فأنت بكل بساطة شخص متوتر، وبالتالي احتجاجك على النتيجة غير ذي معنى.

شاهد أيضاً: الفايكنغ ومسلمي الأندلس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة