ستنتهي العشر ليالي المباركة قريبًا لكنها وستوفر أيضًا ذكريات روحية جميلة لكل مسلم ومسلمة يصومون ويعبدون الله سبحانه وتعالى، ومع انتهائها ستبدأ أيامٌ مباركة أخرى ألا وهي أيام عيد الفطر
ومن الشائع أن يشتري المسلمون ملابس جديدة في العيد حيث أنه من السُنّة ارتداء أفضل الملابس التي نمتلكها، ولكن هذا لا يعني بالضرورة شراء ملابس جديدة إذا لم يكن باستطاعتكِ! فقد كان النبي -صلّ الله عليه وآله وسلم- يلبس أحسن ملابسه المستعملة، وبذلك يكون قد أصاب السنة -إن شاء الله تعالى-.
كيف كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستقبل العيد؟
عيدي الفطر والأضحى هما هديتان من الله عز وجل لأمة النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، ومن الطبيعي أن نستقبلهما بكل فرح وسرور كما هو واضح في حديثٍ رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم: قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يَلعبونَ فيهِما فقالَ: “ما هذانِ اليومانِ ؟قالوا: كنَّا نَلعبُ فيهِما في الجاهليَّةِ فقالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: قد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منْهُما: يومَ الأضحى ويومَ الفِطرِ”.
يقول ابن القيم رحمه الله: “وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه، فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين، ومرة بردًا أحمر، وليس هو أحمر مصمتًا، كما يظنه بعض الناس، فإنه لو كان كذلك لم يكن بردًا، وإنما فيه خطوط حمر، كالبرود اليمنية، فسمي أحمر باعتبار ما فيه من ذلك”.
كان سيدنا محمد صلّ الله عليه وآله وسلم يرتدي ملابس جميلة من أردية البردة المصنوعة في اليمن في كل يوم عيد، حيث كانت الملابس المصنوعة في اليمن معيارًا للأناقة في ذلك الوقت لأنها كانت تصنع من القطن وكانت أشرف الثياب عندهم، إذًا عزيزتي لا تعني الملابس الجميلة أو الجيدة في هذه الحالة أنه يجب شراؤها خصيصًا للعيد ولكن يمكن أن تكون بالفعل في حوزتكِ ولكنها لا تزال ممتازة لهذه المناسبة المباركة.
بالنسبة لمعظمنا أصبح التسوق للعيد عادة ضرورية، فبمجرد ظهور هاتين المناسبتين السعيدتين علينا تنشغل عقولنا بالتفكير في التسوق حتى لو كانت هناك ملابس جديدة معلقة في الخزانة.
الفكرة الشائعة هي أن العيد قد أتى لذلك حان الوقت لجولة تسوق جديدة، ربما هذا لأن الأطفال الذين يرتدون ملابس جديدة في العيد يشعرون بالمتعة والسعادة للغاية لذلك نحن نريد أن نشعر بتلك المشاعر أيضًا، ولكن بالرغم من ذلك ما زال يمكننا استخدام الملابس القديمة، فعند إعادة استخدام الملابس القديمة التي تكون في حالة جيدة يمكننا توفير المال لأغراض أخرى، العيد يتمحور عن الحب والفرح، لذلك يجب علينا نشر الابتسامات والحب الذي نشعر به تجاه بعضنا البعض حتى عند ارتداء ملابس قديمة ولكنها تبدو جديدة.
بعض النصائح لجعل ملابسنا القديمة تبدو جديدة عندما نرتديها:
• يمكن أن يكون تحويل الملابس القديمة إلى ملابس جديدة طريقة رائعة لخلق مظهر مختلف بسعر رخيص، مع بعض الخطوات السهلة والقليل من الخيال يمكنكِ اختراع أساليب جديدة في لمح البصر.
• يمكننا ارتداء العباءة الجميلة أو الفستان الطويل صباح وبعد ظهر العيد مع إكسسوارات مختلفة، قومي بتغيير الإكسسوارات للحصول على النمط النهاري والمسائي.
• التكتيك البسيط لتغيير نمط الحجاب يمكن أن يعيد إنشاء الزي بالكامل.
• إذا كنتِ تحبين ارتداء التنانير والبلوزات الطويلة فإن إضافة الدانتيل على طول حافة التنورة أو البلوزة أو إضافة أي تفصيل جديد إلى الملابس القديمة عادةً ما تكون فكرة رائعة.
• استخدمي خيالكِ وجربي ارتداء سترة فوق بلوزة ووضع بروش عليهما لإبراز ملابسك.
اختاري مجوهرات عصرية يمكنكِ ارتدائها مع معظم الملابس في خزانتكِ، اختاري قلادة فضية طويلة بتصميم مثير للاهتمام.
• يمكنكِ استخدام الأوشحة بطرق جميلة تجعل ملابسكِ القديمة تبدو جديدة.
دعينا نذكر أنفسنا بأن العيد لا يتمحور حول ما نرتديه من ملابس، ولكنه احتفال بإتمام شعائر الله المعظمة لذلك يجب أن نكون شاكرين لكل نعمة من الله عز وجل ولإعطائنا الفرصة لإعادة شحن إيماننا، ويجب أن نذكر أنفسنا بأهمية علاقتنا بالله -عز وجل- لنصبح مسلمين أقوى وأفضل.
