الشرق الأوسطحوادث و منوعات

الرئيس التركي: سنواصل الوقوف إلى جانب لبنان

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استمرار بلاده في الوقوف إلى جانب لبنان كما كانت في الأمس.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الثلاثاء، بالعاصمة أنقرة.

وقال أردوغان “سنواصل الوقوف إلى جانب لبنان باعتبارنا الصديق وقت الضيق كما كنا بالأمس”.

وأضاف أنه أبلغ ميقاتي استعداد الشركات التركية لتنفيذ مشاريع البنى التحتية في لبنان بما في ذلك إعادة إعمار ميناء بيروت.

اقرأ أيضاً: لبنان وتركيا.. 30 اتفاقية تعاون في 7 عقود من الأخوة

على رأس وفد من 8 وزراء، وصل رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إلى أنقرة الثلاثاء، لإجراء مباحثات حول سبل تطوير التعاون بين لبنان وتركيا، وذلك تلبيةً لدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وفي أكثر من مناسبة، عبّر مسؤولون لبنانيون، لا سيما وزراء في الحكومة الحالية، عن رغبتهم وتطلعهم نحو تعزيز العلاقة بين البلدين، خاصة في مجالات بينها الطاقة والصحة والزراعة والبيئة والسياحة.

علاقات تاريخية

لطالما اتسمت العلاقة بين لبنان وتركيا بالأخوة والصداقة، مستندة على روابط جغرافية وتاريخية تعود جذورها قرونا، عندما كان لبنان جزءا من الدولة العثمانية (1299-1923).

هذه العلاقة استمرت دافئة، على الرغم من التغيرات التي طرأت على المنطقة في أعقاب الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وبعد نيل لبنان استقلاله عن الانتداب الفرنسي في 1943، تعززت أواصر العلاقات بين بيروت وأنقرة.

وفُرض الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا بناء على اتفاقية سايكس – بيكو، التي قسّمت المنطقة إلى عدة دول وقعت تحت سيطرة الانتداب منذ 1920 وحتى استقلالها في 1943.

30 اتفاقية تعاون

تعود أولى اتفاقيات التعاون بين بيروت وأنقرة إلى 1947، وهي اتفاقية تعاون حول النقل الجوي، لتتوالى بعدها اتفاقيات في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة والثقافة، بالإضافة إلى اتفاقيات عسكرية وأمنية.

ووصل عدد الاتفاقيات إلى 30، أبرزها كان في 2010 عندما وقع البلدان اتفاقية شراكة لإقامة منطقة تجارة حرة، من أهم مضامينها إلغاء الرسوم الجمركية على الصادرات من الجانبين.

زيارة أردوغان

في 2010، شَّكلت زيارة رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا آنذاك (رئيس البلاد حاليا)، إلى لبنان نقلة نوعية في تاريخ العلاقة بين البلدين على المستويات كافة.

وخلال الزيارة، افتتح أردوغان المستشفى التركي التخصصي لطب الطوارئ والحروق في مدينة صيدا جنوبي لبنان في حفل حاشد ضمّ مختلف الأطياف السياسية اللبنانية.

وتبرعت تركيا ببناء هذا المستشفى بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، واكتمل البناء عام 2010، واستكملت لاحقا عملية تجهيزه وتشغيله.

1.3 مليار دولار تبادل تجاري

في 2010 أيضا، وقع البلدان 8 اتفاقيات، أبرزها إلغاء تأشيرة الدخول لمواطني البلدين، وأخرى تتعلق بالتعاون الزراعي والصحي.

واستمر تعزيز التبادل التجاري بين البلدين إلى أن بلغت قيمته 1.3 مليار دولار عام 2013.

مشاريع تنموية

تشكل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) إحدى أبرز وجوه التعاون في مجال التنمية، حيث أنجزت مئات المشاريع في مناطق لبنانية مختلفة.

ومنذ 2012، يقوم المركز الثقافي التركي “يونس أمرة” في بيروت بتدريس اللغة التركية لطلاب لبنانيين، فضلا عن تنظيم مؤتمرات ومعارض وحفلات موسيقية، بما يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

انفجار مرفأ بيروت

كانت تركيا من أولى الدول التي هبت لمساعدة لبنان، عقب انفجار مرفأ بيروت، في 4 أغسطس/ آب 2020، الذي أودى بحياة 219 شخصا، وأصاب أكثر من 7 آلاف، وخلف أضرارا مادية هائلة.

ومنذ الانفجار، بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها أنقرة للبنان 5 ملايين دولار على شكل مساعدات إنسانية وفق الاحتياجات اللازمة، سواء إلى الحكومة أو إلى الشعب.

وساهم في تقديم هذا الدعم كل من وكالة “تيكا” وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) والهلال الأحمر التركي، وكذلك منظمات المجتمع المدني، مثل هيئة الإغاثة التركية (İHH) وجمعية “صدقة طاشي”.

فيما قدمت القوات المسلحة التركية لنظيرتها اللبنانية 170 صندوقا من المستلزمات الطبية وقرابة 600 صندوق من المعدات الوقائية الشخصية و260 طنا من المواد الغذائية ومستلزمات التنظيف.

وعلى الصعيد الصحي، قدمت وزارة الصحة التركية، في يونيو/ حزيران الماضي، لنظيرتها اللبنانية مساعدات بقيمة 300 ألف دولار، إضافة الى مساعدات تقنية ولوجستية.

انفجار عكار

في أغسطس/ آب 2021، وقع انفجار في خزان وقود ببلدة “التليل” بقضاء عكار شمالي لبنان، ما أدى إلى مصرع 31 شخصا وإصابة 79 آخرين، بينهم أفراد بالجيش.

وسارعت تركيا إلى تقديم مساعدات طبية وإنسانية وأدوية، وتم نقل 5 جرحى إلى تركيا لتلقي العلاج، بواسطة طائرة إسعاف تركية.

وأشاد وزير الصحة اللبناني حينها (السابق)، حمد حسن، بمساهمات أنقرة، ووصفها بأنها “مبادرة إنسانية بامتياز”.

مشاركة بقوات “اليونيفيل

تركيا تشارك منذ 2006 في قوة الأمم المتحدة المؤقتة جنوبي لبنان (يونيفيل)، المكلفة بالتأكد من انسحاب إسرائيل من لبنان واستعادة الأمن والسلام الدوليين، ومنع الأعمال العدائية على الحدود.

وفي 2006، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 1701، الذي أوقف حربا استمرت 33 يوما بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي جماعة “حزب الله” اللبنانية، ونص على نشر 15 ألف جندي من قوات “اليونيفيل” جنوبي لبنان.

ووافق البرلمان التركي، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على تمديد مهمة القوات التركية المشاركة في قوات “اليونيفيل” عاما إضافيا.

اقرأ أيضاً.. ميقاتي من أنقرة: لبنان في أَمَسّ الحاجة للتعاون والمساعدة من تركيا

قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال زيارته أنقرة، الثلاثاء، إن بلاده “في أَمَسّ الحاجة للتعاون والمساعدة من قبل تركيا”.

وأضاف ميقاتي: “فخامة الرئيس (أردوغان) قلتم في كلمتكم إن الصديق هو وقت الضيق، وأنا أقول إن الأخ هو دائما إلى جانب أخيه، ونحن على الدوام نشعر بأن علاقاتنا هي علاقات أخوة”.

وتابع: “وفي كل المحطات أنتم تكونون الأوائل في مد يد العون للبنان ومساعدته، خاصة في الأزمات المتتالية التي يمر بها”.

وأردف ميقاتي: “اليوم نحن في أَمَسّ الحاجة للتعاون والمساعدة من تركيا، ومحبتكم الشخصية للبنان وعلاقاتنا الشخصية الوطيدة ستفتح الكثير من الأبواب للتعاون والمساعدة”.

وزاد بأن: “لبنان يمر بأزمة تكاد تكون الأسوأ في العالم على كل الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية. ونحن بحاجة للدعم والعون في كل المجالات”.

ومنذ عامين، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار عملته المحلية الليرة، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، وهبوط حاد في قدرة مواطنيه الشرائية.

وذَّكر ميقاتي بأنه خلال محادثات لبنانية تركية في بيروت عام 2005، تم اتخاذ قرار مشترك بإلغاء التأشيرات بين البلدين، ما ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.

وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل ميقاتي إلى أنقرة، على رأس وفد وزاري، تلبيةً لدعوة من الرئيس أردوغان.

وخلال أكثر من 7 عقود، وقَّع البلدان 30 اتفاقية تعاون في مجالات متعددة، كانت أولها عام 1947، أي بعد 4 أعوام من استقلال لبنان من الانتداب الفرنسي في 1943.

اقرأ أيضاً.. ميقاتي: تركيا وصلت إلى “الريادة” بموقعها المميز بين الشرق والغرب

قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، إن موقع تركيا المميز بين الشرق والغرب، والذي عملت على تمنيته، مكّنها من الوصول إلى “الريادة”.

وأضاف ميقاتي أن أول ما يتبادر إلى ذهننا ونحن نزور تركيا هو الانفتاح والعدالة والحداثة، ما أكسب تركيا موقعا مميزا بين الشرق والغرب، عملت على تنميته، ما مكّنها من الوصول إلى “الريادة”.

وتابع: “تشرفت بزيارة فخامتكم، وقد بحثنا في العمق العلاقات بين بلدينا التي اكتسبت في الفترة الأخيرة دفعا قويا وفعالا في كل المجالات، على أسس التعاون والتفاهم المشترك لقضايا البلدين”.

وأردف: “فخامة الرئيس، من خلال معرفتي الطويلة والوثيقة بكم، أعلم مدى متابعتكم للشأن اللبناني وحرصكم على توطيد العلاقات والقيام بأي مسعى لدعم لبنان في كل المحافل. لقد كنتم دائما تلبون النداء عند أي أزمة يمر بها لبنان”.

وأوضح ميقاتي أنه تحدث مع الرئيس أردوغان عن العلاقات بين بلديهما وموضوع النازحين وضرورة تضافر كل الجهود لعودتهم إلى بلادهم.

وأشاد بـ”مواقف فخامة الرئيس أردوغان لتوطيد علاقاتنا، وهي ستبقى متينة وقوية على الصعد كافة، وفي كل القضايا، وقد اتفقنا خلال اجتماعنا على إجراءات لتفعيل التعاون”.

وخلال الاجتماع مع الرئيس أردوغان، قال ميقاتي: “اليوم نحن في أَمَسّ الحاجة للتعاون والمساعدة من تركيا، ومحبتكم الشخصية للبنان وعلاقاتنا الشخصية الوطيدة ستفتح الكثير من الأبواب للتعاون والمساعدة”، وفق بيان للحكومة اللبنانية.

وزاد بأن: “لبنان يمر بأزمة تكاد تكون الأسوأ في العالم على كل الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية. ونحن بحاجة للدعم والعون في كل المجالات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة