أخبارأخبار العالمحوادث و منوعات

وزير الخارجية التركي: نهدف للربح المشترك مع إفريقيا والمضي للمستقبل

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الجمعة، إن بلاده تهدف إلى الربح المشترك مع إفريقيا والمضي معا نحو المستقبل.

وأفادت الأناضول، جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في القمة الثالثة للشراكة التركية ـ الإفريقية، المقامة في إسطنبول.

وأشار الوزير التركي إلى مشاركة 16 رئيس دولة وحكومة في القمة، بجانب 102 وزير إفريقي بينهم 26 وزيرا للخارجية.

وأضاف: “هدفنا الربح المشترك مع إفريقيا، والسير سويًا نحو المستقبل، ورؤيتنا للعلاقات مع إفريقيا استراتيجية وطويلة الأمد”.

ولفت تشاووش أوغلو إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان، من بين أكثر القادة زيارة لإفريقيا بواقع 50 زيارة إلى 30 دولة بالقارة.

وأوضح أن الخطوط الجوية التركية لا تعتبر جسر صداقة بين تركيا وإفريقيا فحسب؛ وإنما تصل القارة بالعالم في الوقت نفسه.

وتابع: “بمناسبة هذه القمة، سنعتمد خطة عمل حول ما سنفعله في السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى البيان المشترك”.

وبيّن أن خطة العمل الخمسية تتضمن خطوات ملموسة تحت 5 بنود، في مجالات التنمية والتجارة والصناعة والتعليم والمعلوماتية والمرأة والشباب والبنية التحتية والزارعة والصحة.

ولفت إلى أن منظمة الدول التركية سترسل خلال الأيام المقبلة 2.5 مليون جرعة لقاحات مضادة لفيروس كورونا إلى دول إفريقية ضمن مساعي مكافحة الوباء.

وأكد تشاووش أوغلو أن تركيا ستواصل دعم إفريقيا في مكافحة الإرهاب، معربا عن شكره للأصدقاء الأفارقة على وقوفهم بجانب بلاده في مكافحة تنظيم “غولن” الإرهابي.

​​​​​​​وشدد على أن تاريخ تركيا خالٍ من وصمة الاستعمار، مضيفا “رغم الجهات التي تصم إفريقيا بالتخلف والحروب الأهلية والانقلابات، وتزعم أنها لن تخرج من هذه الحلقة المفرغة؛ فإننا سنواصل المضي معا (مع إفريقيا)”.

وأشار أنه لا يمكن إحلال السلام الدائم إلا من خلال الاستقرار السياسي، مشددا في هذا الإطار على أن تركيا تقف ضد تغيير الحكومات المنتخبة بالعنف.

وأفاد أن تركيا ستبدأ قريبا استخدام لقاحها المحلي “توركوفاك” المضاد لكورونا، مبديا استعداد بلاده للتعاون مع الاتحاد الإفريقي ودول القارة في إيصاله إليهم.

إقرأ أيضا: خبيران: علاقات تركيا مع الدول الإفريقية مبنية على أسس إنسانية

رأى أكاديميون ومؤرخون أفارقة أن علاقات تركيا مع الدول الإفريقية تقوم على أسس إنسانية مبنية على الأخوة والتعاون والشراكة المتبادلة، على عكس العلاقات التي أقامتها القوى الغربية مع بلدان القارة.

وتستضيف مدينة إسطنبول في الفترة من 16 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعمال القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية، التي عقدت أولى أعمالها في إسطنبول عام 2008 والثانية في 2014 في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية.

وستجري أعمال القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية، بمشاركة رؤساء دول ووزراء وممثلين عن مؤسسات دولية وإفريقية.

وقبيل انعقاد القمة، أشار أكاديميون ومؤرخون أفارقة إلى حقيقة أن العلاقات بين تركيا ودول القارة مختلفة تمامًا من حيث الأسس والمغزى، عن تلك التي أقامتها القوى الغربية مع البلدان الأفريقية.

وأفادت الأناضول، قال المؤرخ الموريشي أسعد بوقلة، إن العلاقات التركية مع البلدان الإفريقية تقوم على أسس إنسانية مبنية على الأخوة والتعاون والشراكة المتبادلة.

وأشار بوقلة إلى أن العلاقات مع تركيا تختلف عن الدول الأخرى ذات التاريخ الاستعماري في المنطقة، من حيث الأسس والمغزى، ولا تفرض أجندتها كما تفعل القوى الغربية ذات التاريخ الاستعماري في إفريقيا.

وأضاف: استغلت الدول الاستعمارية السابقة موارد القارة لتمكين سيطرتها على مفاصل الحكم، بينما العلاقات مع تركيا تقوم على أسس إنسانية تسعى لتنمية شعوب القارة الإفريقية، وتمكينها من استخدام مواردها الخاصة وتحديد مصيرها.

وأكد أن القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية تستحوذ على أهمية خاصة للدور الذي تلعبه في تطوير العلاقات الثنائية والدفع بمسيرة الشراكة التركية الإفريقية قدمًا نحو الأمام.

وقال إن هذه القمة هي منصة للحوار على أعلى مستوى. ومن خلالها، ستكون تركيا قادرة على فهم الاحتياجات والتطلعات الحقيقية للشعوب الأفريقية.

وشدد بوقلة على الحاجة إلى استمرار المساعدات مثل الصحة والتعليم والطاقة الشمسية وآبار المياه والدعم الغذائي في جميع أنحاء القارة.

وذكر أنه في هذه المرحلة تلعب جهود المنظمات التي تتخذ من تركيا مقراً لها مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” ومؤسسة المعارف الوقفية التركية دورًا مهمًا للغاية في دعم جهود المساعدات الإنسانية في القارة.

وأضاف: نحن نرى تركيا كدولة صناعية حديثة. في هذه المرحلة، يمكن لها أن تساهم في تنمية البلدان الأفريقية من خلال مواصلة الاستثمارات التي تساهم في تسهيل الظروف المعيشية وملامسة واقع المواطن.

وتابع: وقعت تركيا اتفاقية للتجارة الحرة مع موريشيوس في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وسوف تساهم هذه الاتفاقية في زيادة زخم العلاقات التركية الإفريقية.

من ناحية أخرى، سوف توفر القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية دفعة مهمة لتطوير العلاقات التركية مع بلدان القارة السمراء.

بدوره، قال الدكتور عبد القادر سليمان محمد، الأكاديمي النيجيري من جامعة أبوجا، إن العلاقات التركية مع الدول الإفريقية شهدت في السنوات الأخيرة تطورات مهمة للغاية وتبعث على الأمل والتفاؤل.

وأشار محمد إلى أن تركيا حسّنت علاقاتها مع الدول الإفريقية في المجالات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، فزادت من عدد سفاراتها في القارة إلى 43 سفارة، كما زادت من وجهات طيران الخطوط الجوية التركية لتغطي معظم المدن الرئيسية في إفريقيا.

وأردف: عندما ننظر إلى الخطوات التي اتخذتها تركيا في إفريقيا والعلاقات التي أقامتها، نرى أنها كانت مختلفة تمامًا إذا ما قارنّاها مع دول غربية مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وتابع: لقد وفرت الدول الغربية سابقة الذكر دعمًا قويًا للأنظمة الديكتاتورية خلال السنوات الطويلة الماضية، وقامت بتسليحها بشكل سرّي لضمان مصالحها الاقتصادية.

وزاد: تتمتع تركيا بسمعة طيبة ومكانة مرموقة في القارة الإفريقية، وهذا الوضع يوفر دعمًا ملحوظًا للجهود التركية الرامية لتطوير علاقاتها مع بلدان القارة لاسيما في مجالات الاقتصاد.

وأكد محمد أيضًا أن القمة الثالثة للشراكة التركية الإفريقية سوف تساهم بشكل لافت في تحسين العلاقات التركية مع بلدان القارة في العديد من المجالات.

وختم بالقول: تركيا هي الشريك الاستراتيجي للاتحاد الإفريقي وقد وصلت قيمة الاستثمارات التركية المباشرة في إفريقيا إلى 6.5 مليارات دولار؛ كما تعمل الشركات التركية في قطاعات كثيرة في القارة، وخاصة في مجال البناء.

إقرأ أيضا: السودان.. “وقف المعارف” التركي يفتتح مكتبة في الخرطوم

افتتح “وقف المعارف” التركي الخميس، مكتبة في العاصمة السودانية الخرطوم، تضم آلاف الكتب المطبوعة والرقمية باللغات العربية والإنجليزية والتركية.

وأقيمت مراسم افتتاح شارك فيها سفير أنقرة لدى السودان عرفان نذير أوغلو، وممثل “الوقف” محمد أمين شيمشك، وممثلون عن المؤسسات التركية ومنظمات غير حكومية سودانية ورجال أعمال أتراك.

وأفادت الأناضول، في كلمة له خلال المراسم، أعرب السفير نذير أوغلو عن سعادته باستفادة الطلاب من المكتبة التي يقع مبناها ضمن مدرسة وقف المعارف في الخرطوم.

ولفت إلى أن الطلاب الناجحين الذين يدرسون في مدارس المعارف سيؤسسون جسور الصداقة بين البلدين، مؤكدًا أن بلاده ستقدم كل أنواع الدعم للطلاب حتى يتلقوا التعليم على أكمل وجه.

أما ممثل “الوقف” لدى السودان محمد أمين شيمشك، فأكد أن الوقف يدعم النجاح الأكاديمي من خلال الأنشطة الاجتماعية والثقافية.

ووفر الوقف من تركيا والسودان 7 آلاف كتاب مطبوع وعشرات الآلاف من الكتب الرقمية باللغات العربية والإنجليزية والتركية.

وتقدم مدارس وقف المعارف التي تضم حوالي ألفي طالب في المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية التعليم في الخرطوم وفي مدينة نيالا غربي السودان.

وأنشأت تركيا عام 2016 وقف “المعارف” ليتولى إدارة المدارس في الخارج، التي كانت مرتبطة بتنظيم “غولن” الإرهابي، وليقوم بإنشاء مدارس ومراكز تعليمية جديدة بمختلف دول العالم.

ويقوم الوقف على تنظيم أنشطة تعليمية وثقافية واجتماعية مختلفة في تلك الدول، من أجل رفع جودة التعليم فيها وتقوية العلاقات مع تركيا.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة