تكنولوجيافيديو

تطبيق فيس بوك أضعف مما نظن!

عانت شركة فيس بوك من عدد من المشاكل المتكررة في الفترة الأخيرة. إلا أن قضية “ملفات فيس بوك” كانت الأكثر خطرًا على الشركة، والتي هددتها بشكل فعلي وكشفت فسادها أمام العالم، وهي القضية التي غطتها جريدة وول ستريت جورنال بشكل مكثّف.

وقد كشفت ملفات فيس بوك المسربة، والتي سربتها مديرة مشاريع سابقة في الشركة، أن المنصة تستخدم نظامين منفصلين للحكم على المستخدمين، النظام الأول هو المعتاد والذي يسري علينا جميعًا، والنظام الثاني – والذي يسمى بالقائمة البيضاء – يضم عددًا من المستخدمين الذين لا يتم معاقبتهم عند اقتراف أي أخطاء على المنصة.

وإلى جانب ذلك، كشفت التسريبات أيضًا عن تأثير إنستغرام السلبي على المراهقين. كما أن التأثير السلبي على الفتيات كان أكبر. والأدهى أن فيس بوك نفسها قد أعدت عددًا من الدراسات لدراسة هذا الأثر والنتائج كانت سلبية. ولهذا لم تطلقها الشركة.

اقرأ أيضاً: فيس بوك.. التطبيق الأكثر تأثيراً واستخداماً

وقد تسببت منصة إنستغرام أيضًا في شيوع معلومات خاطئة عن لقاحات كورونا. كما أن الشركة قد تورطت في أكثر من مشكلة مشابهة. إلا أن بعض الآراء قد رأت أن فيس بوك بالغة القوة لدرجة أنها لن تحاسب على أفعالها.

ولكن من ناحية أخرى فإن الشركة تقع حاليًا في مأزق كبير، وهو ليس مأزق مالي أو قانوني. بل أن الأمر قد يكون أكبر من ذلك بالنسبة للشركة. وهي أن ضعفها قد تم فضحه. حيث إن كل جهود فيس بوك الظاهرة في الملفات المسربة، هي جهود للحفاظ على السيطرة والانتشار.

فيس بوك أضعف مما نظن

تظهر شركة فيس بوك حاليًا لجميع المستخدمين بمظهر سيئ جدًا. وذلك بالنسبة للمستخدمين المتابعين للمجال التقني والمستخدمين المتابعين للأخبار العادية على حدٍ سواء. وهذا لأن المشاكل والأخطاء لم تعد تقنية فقط، بل أصبحت تؤثر على جميع المستخدمين.

وحسب الدراسات فإن الشركة حاليًا تضع هدف رئيسي أمام عينيها، وهو الحفاظ على السيطرة والانتشار المملوكين لها بالفعل، وليس لزيادتهما أو توسيعهما.

ولكن الأمر قد أصبح أكثر حساسية عندما كشفت الملفات المسربة عن عمل الشركة على تطوير استراتيجية جديدة لاستهداف الأطفال كجمهور للمنصة. مشيرة إليهم بأنهم فئة قيمة لكن غير مستغلة.

وتشير التفسيرات إلى أن الشركة ليست مهتمة بشكل خاص بالمستخدمين صغار السن، بل إنها فقط مهتمة بالسيطرة على أسواق جديدة، ويأتي هذا بعدما شهدت منصة التواصل الاجتماعي الأشهر هبوطًا بين المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية لصالح منصات أخرى.

اقرأ أيضاً: إنستغرام.. المدونة اليومية للمجتمع

وقد لاحظت المنصة أن الأطفال وصغار السن لا يستمرون في النشر بنفس المعدلات، وضمن بعض الدراسات أجاب أحد الأطفال إجابة شافية عن تساؤلات الشركة، حيث قال: “فيس بوك أصبح للكبار فقط”.

لا يمكن وصف الشركة بأنها تنهار حاليًا، بل إنها مستمرة في تحقيق الإيرادات – بالرغم من هبوط قيمة الأسهم – لكن ما حدث كشف لنا مدى ضعفها لدرجة اتباع استراتيجيات قد تكون فعلًا مضرة فقط لغرض واحد وهو الحفاظ على الحصة السوقية، وعلى القوة والانتشار.

اقرأ أيضاً: فيس بوك تقاضي مبرمجًا جمع بيانات 178 مليون مستخدم

رفعت شركة فيس بوك دعوى قضائية ضد مواطن أوكراني بزعم قيامه بإخفاء موقعه عبر الإنترنت وبيع بيانات شخصية لأكثر من 178 مليون مستخدم في منتدى سري للجرائم الإلكترونية.

ووفقًا لوثائق المحكمة المقدمة، فقد تم التعرف على الرجل على أنه ألكسندر ألكساندروفيتش سولونشينكو، من سكان كيروفوغراد بأوكرانيا.

وتزعم الشركة أن سولونشينكو أساء استخدام جزء مميز من خدمة ماسنجر يسمى استيراد جهات الاتصال.

وسمحت هذه الميزة للمستخدمين بمزامنة دفاتر عناوين هواتفهم ومعرفة جهات الاتصال التي لديها حساب عبر فيس بوك للسماح للمستخدمين بالتواصل مع أصدقائهم عبر ماسنجر.

وقالت الشركة: استخدم سولونشينكو في الفترة بين شهر يناير 2018 وشهر سبتمبر 2019 أداة آلية للظهور كأجهزة أندرويد من أجل تزويد خوادم الشركة بملايين من أرقام الهواتف العشوائية.

اقرأ أيضاً: كيف توثق حسابك على تيليجرام؟

ونظرًا لأن خوادم الشركة أعادت معلومات تحتوي على أرقام هواتف لها حساب عبر الموقع، قام سولونشينكو بجمع البيانات.

وعرض في شهر ديسمبر 2020 تلك البيانات للبيع عبر RaidForums، وهو منتدى للجرائم السيبرانية وسوق للبيانات المسروقة.

وقالت الشركة: باع سولونشينكو بيانات مئات الملايين من المستخدمين من شركات متعددة من خلال المنتدى.

وأضافت: منذ عام 2020، باع سولونشينكو البيانات المسروقة من أكبر بنك تجاري في أوكرانيا وأكبر خدمة توصيل خاصة في أوكرانيا وشركة فرنسية لتحليلات البيانات.

وتمكنت فيس بوك من ربط سولونشينكو بمستخدم RaidForums بعد أن استخدم المدعى عليه نفس اسم المستخدم وطرق الاتصال عبر بوابات الوظائف وحسابات البريد الإلكتروني.

المبرمج باع معلومات المستخدم في السوق السوداء

قالت الشركة: عمل سولونشينكو كمبرمج حاسب مستقل ولديه خبرة في أتمتة المهام على محاكيات أندرويد وإجراء التسويق بالعمولة والعمل مع العديد من لغات البرمجة بما في ذلك Python و PHP و Xrumer، وهو برنامج يستخدم لإرسال الرسائل غير المرغوب فيها.

وأضافت: في شهر يونيو 2019، باع سولونشينكو أيضًا أحذية عبر الإنترنت تحت الاسم التجاري Drop Top.

اقرأ أيضاً: أفضل طريقة لتشغيل واتس آب ويب على اللابتوب!

وتطلب الشبكة الاجتماعية الآن من القاضي إصدار أوامر قضائية تمنع سولونشينكو من الوصول إلى مواقعها. ومن بيع المزيد من بياناتها المسربة. كما تريد الشبكة الاجتماعية أيضًا الحصول على تعويضات غير محددة.

وتمثل حادثة سولونشينكو ثاني عملية جمع لبيانات فيس بوك باستخدام ميزة استيراد جهات الاتصال ومن ثم مشاركتها عبر RaidForums.

وسرب شخص آخر في شهر أبريل 2021 أرقام هواتف 533 مليون مستخدم عبر فيس بوك. وقالت الشركة تم جمع البيانات عن طريق إساءة استخدام نفس الميزة.

وكشفت الشركة بعد أيام من هذه الحادثة أنها أوقفت ميزة استيراد جهات الاتصال في شهر سبتمبر 2019. وذلك بعد أن اكتشفت أن الأشخاص يسيئون استخدامها.

اقرأ أيضاً: مشاكل المعلومات المضللة عبر فيس بوك أسوأ في الهند

تشير تسريبات فرانسيس هوجين إلى أن مشاكل شركة فيس بوك مع التطرف وخيمة بشكل خاص في بعض المناطق. وتوضح الوثائق التي قدمتها هوجين إلى صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة وول ستريت جورنال وغيرها من المنافذ الإعلامية إلى أن الشركة تدرك أنها عززت المعلومات المضللة والعنف الشديد في الهند.

ويبدو أن الشبكة الاجتماعية لم يكن لديها ما يكفي من الموارد للتعامل مع انتشار المواد الضارة في الدولة المكتظة بالسكان. ولم تستجب بإجراءات كافية عندما اندلعت التوترات.

اقرأ أيضاً: طريقة توثيق حسابك على يوتيوب والحصول على العلامة

وأشارت دراسة حالة من أوائل عام 2021 إلى أن الكثير من المحتوى الضار لمجموعات، مثل باجرانج دال، وهي منظمة هندوسية قومية مسلحة، لم يتم الإبلاغ عنه عبر الشبكة الاجتماعية وتطبيقاتها بسبب نقص المعرفة الفنية اللازمة لاكتشاف المحتوى المكتوب باللغتين البنغالية والهندية.

وفي الوقت نفسه، ورد أن الشركة رفض وضع علامة على Rashtriya Swayamsevak Sangh، وهي منظمة متطوعة شبه عسكرية يمينية هندوسية وقومية هندوسية، للإزالة بسبب الحساسيات السياسية.

ولم يتم التطرق إلى باجرانج دال المرتبطة بحزب رئيس الوزراء مودي، وذلك بالرغم من دعوة فيس بوك الداخلية لحذف موادها. وكان لدى الشركة قائمة بيضاء بالسياسيين المعفيين من تدقيق الحقائق.

وكانت الشركة تكافح منذ خمسة أشهر لمحاربة خطاب الكراهية، وفقًا للبيانات المسربة. وأظهر البحث مدى السرعة التي اقترحها محرك توصيات فيس بوك للمحتوى السام.

وتعرض حساب وهمي يتبع توصيات فيس بوك لمدة ثلاثة أسابيع لكمية كبيرة شبه دائمة من القومية المثيرة للانقسام والمعلومات المضللة والعنف.

اقرأ أيضاً: ماهي بدائل اليوتيوب؟ تعرّف على أفضلها بحسب اهتمامك!

وقالت الشركة إن التسريبات لم تروي القصة كاملة. وحاجج المتحدث باسم الشركة آندي ستون بأن البيانات غير مكتملة ولا تأخذ في الحسبان استخدام مدققي الحقائق التابعين لجهات خارجية بكثافة خارج الولايات المتحدة.

وأضاف أن الشركة استثمرت بكثافة في تقنية الكشف عن الكلام الذي يحض على الكراهية بلغات مثل البنغالية والهندية، وأن الشركة تواصل تحسين هذه التكنولوجيا.

فيس بوك تقول إن جهودها التصحيحية هي عمل مستمر

دافعت شركة التواصل الاجتماعي عن ممارساتها. وقالت إن لديها عملية رائدة في الصناعة لمراجعة وتحديد أولويات البلدان المعرضة بشدة لخطر العنف كل ستة أشهر.

وأشارت إلى أن الفرق نظرت في القضايا الطويلة المدى والتاريخية جنبًا إلى جنب مع الأحداث الجارية. وأضافت الشركة أنها تعمل مع المجتمعات المحلية، وتعمل على تحسين التكنولوجيا وصقل السياسات باستمرار.

ومع ذلك، لم يعالج الرد بعض المخاوف. وتمثل الهند أكبر سوق فردي للشركة، حيث يستخدم 340 مليون شخص خدماتها. ولكن 87 في المئة من ميزانية المعلومات المضللة عبر الشركة تركز على الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: تويتر تتيح التقدم للحصول على شارة التحقق الزرقاء

وحتى مع وجود مدققي الحقائق التابعين لجهات خارجية، فإن هذا يشير إلى أن الهند لا تحظى بقدر متناسب من الاهتمام.

ولم تتحدث الشركة عن المخاوف من أنها كانت تغض النظر عن أشخاص ومجموعات معينة بخلاف بيان سابق يفيد بفرض سياساته دون النظر إلى المنصب أو الارتباط.

وبعبارة أخرى، ليس من الواضح أن مشاكل فيسبوك مع المعلومات المضللة والعنف قد تتحسن في المستقبل القريب.

شاهد أيضاً: شارع الاستقلال في تقسيم

المصدر: البوابة التقنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة