تكنولوجيافيديو

جوجل وفيس بوك يخططان للسيطرة على الإنترنت!

كثيرًا ما يتم ذكر مصطلح “السحابة” عند الحديث عن تخزين الملفات على الإنترنت، أو استعراضها، أو حتى معالجتها. وينطبق الأمر على مواقع الإنترنت كذلك والأساسات الخاصة بكل تطبيق أو خدمة. إلا أن تلك السحابة ليست في السماء، بل قد تكون تحت الأرض، وتحت سيطرة جوجل وفيس بوك أيضًا.

وذلك حيث إن مصطلح السحابة هو مصطلح يعبر عن مجموعة ضخمة من الخوادم المرتبطة ببعضها البعض حول العالم، وتمتلك شركات فيس بوك وجوجل نصيب الأسد من تلك السحابة، والتي تشكل جزءًا كبيرًا من شبكة الإنترنت التي نعرفها حاليًا.

ويشار لتلك الكمية الضخمة من الخوادم والأجهزة بمراكز البيانات Data Centers. ويصف الخبراء الوضع بأن شركات مثل فيس بوك وجوجل تعمل بدوام كامل على بناء وتوسيع مراكز بياناتها تلك، وتوسيع سيطرتها في نفس الوقت.

اقرأ أيضاً: فيس بوك.. التطبيق الأكثر تأثيراً واستخداماً

ولذلك فإن السحابة Cloud هي شبكة فيزيائية مترامية الأطراف، وهي في نفس الوقت تشكل العمود الفقري للإنترنت، ولا شيء هنا يحلق في السماء، بل إنها مباني على مساحة واسعة تحت أو فوق الأرض تستهلك كمًا ضخمًا من الكهرباء وتتصل ببعضها البعض عبر وصلات ضخمة تمر في المحيطات.

وتسمح تلك الوصلات بنقل البيانات بسرعات تصل إلى 400 جيجابايت في الثانية الواحدة، وتحاط بطبقات حماية متعددة شديدة الصلابة.

وبشكل عام، امتلاك مراكز البيانات يعادل امتلاك جزء من الإنترنت، وهذا من ناحية، لكن من ناحية أخرى فإن امتلاك مراكز البيانات يعني أيضًا امتلاك، البيانات نفسها، وتلك البيانات تضم صورنا، والمحتوى النصي الذي ننتجه، وربما أيضًا تسجيلات صوتي لي ولك.

سيطرة جوجل وفيس بوك على الإنترنت

عادةً ما تكون العمليات الخاصة بمراكز البيانات بعيدة عن الأنظار. وعادةً ما تكون ملكية وصلات الإنترنت الموزعة في المحيطات غير عائدة لشركة بعينها، لكن هذا قد يكون اسميًا فقط، خصوصًا أن ملاك الوصلات يأخذون مقابل عند نقل البيانات من خلالها.

وتمتلك شركة AT&T على سبيل المثال ما يعادل 230 ألف كيلومتر من الوصلات الممتدة ضمن المحيطات والبحار، وفي المركز الثاني تأتي شركة الصين للاتصالات، وتليها شركة تايوانية في المركز الثالث.

اقرأ أيضاً: إنستغرام.. المدونة اليومية للمجتمع

ومن الطبيعي أن تمتلك شركات الاتصالات وصلات بامتداد ضخم نظرًا لأنها أولًا وأخيرًا شركات تعمل في التوصيل بين شبكات وأخرى، لكن عند النظر على قائمة أكثر الشركات امتلاكًا للوصلات البحرية نجد فيس بوك في المركز العاشر، وجوجل في المركز الثاني عشر.

وهذا الإنجاز لا يمثل أبدًا سقف طموح الشركتين، حيث إن 80% من الاستثمارات في الوصلات – أو الكيبلات – الجديدة قد جاءت من خلالهم. وحاليًا تمتلك فيس بوك 99,399 ألف كيلو متر من وصلات الإنترنت، في مقابل 95,876 ألف كيلو متر لشركة جوجل.

ويبدو أن العمالة قد قررا الاتحاد سويًا. حيث أعلنا في أغسطس الماضي عن خططهما لإنشاء 12,000 كيلو متر من الوصلات البحرية تمر من خلال سنغافورة، واليابان، وجوام، والفلبين، وتايوان، وإندونيسيا.

ولعل فيس بوك تمتلك واحد من أكبر المخططات على الإطلاق، حيث إنها تخطط لإنشاء خط وصلات بطول 45,000 كيلومتر بحلول عام 2024 والذي سيمر في 33 دولة بما في ذلك دولًا من إفريقيا والشرق الأوسط.

اقرأ أيضا: حقائق تم الكشف عنها بعد تسريب ملفات فيس بوك

تعرضت شركة فيس بوك لكثير من الأزمات في الأشهر الأخيرة. لكن الأزمة الأكبر كانت تسريب ملفات الشركة الداخلية من طرف مديرة المشاريع السابقة داخل الشركة، فرانسيس هاوجن. وقد بدأت تلك التسريبات في الظهور ضمن مجموعة من المقالات على جريدة وول ستريت جورنال.

ولا شك في أن المعلومات المسربة كانت خطيرة إلى حد كبير. وقد ازدادت خطورتها بعدما بدأت في الانتشار بشكل أكبر والوصول للعامة. وقد تمكنت المواقع الإخبارية البارزة من الحصول على نسختها الخاصة من تلك المستندات.

اقرأ أيضاً: كيف توثق حسابك على تيليجرام؟

ومن ضمن آلاف المستندات المسربة كانت هناك بعض المستندات الأكثر أهمية، والتي ومن خلالها تم الكشف عن مجموعة من الحقائق البارزة والمثيرة للاهتمام.

ولعل واحدة من تلك الحقائق هي عدم قدرة منصة فيس بوك على التعامل مع المعلومات المضللة بشأن فيروس كورونا ولقاحاته. وذلك حيث إن أحد الموظفين داخل الشركة قد نبّه في مارس 2021 موضحًا أن المنصة غير قادرة على التصدي للتعليقات السلبية بشأن اللقاحات.

وقد تعرضت شركة فيس بوك بالفعل لانتقادات عديدة بشأن عدم مقاومتها للمعلومات المضللة حول اللقاحات، وقد وصفها الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بأنها “تقتل الناس”.

حقائق ضمن تسريب ملفات فيسبوك

تم الكشف عن هذه المعلومة من خلال منصة ذا فيرج، والتي حصلت على نسخة من المستندات الرسمية المسربة. إلا أن المنصة لم تكشف عن المستند بالكامل نظرًا لاحتوائه اسم الموظف.

وإلى جانب ذلك، كشفت المستندات عن تهديد آبل لحجب منصة فيس بوك بشكل كامل. وذلك بسبب احتواء المنصة على “أسواق للعبيد” حسب الوصف المستخدم. وكشفت المعلومات عن تهديد آبل في أكتوبر 2019 بحذف تطبيقات فيس بوك من المتجر.

وكان السبب وراء ذلك هو تقرير لمنصة BBC يوضح وجود أنشطة بيع للبشر – كعبيد – ضمن منصة إنستاجرام. وإلى جانب ذلك فإن الباعة كانوا يشجعون المشترين على إيذاء هؤلاء البشر وإتلاف جوازات سفرهم.

اقرأ أيضاً: أفضل طريقة لتشغيل واتس آب ويب على اللابتوب!

كما أن المعلومات التي تم استخراجها من الملفات قد كشفت عن حقيقة أخرى. وهي إن فريق النزاهة المدنية داخل الشركة كان يتم حجبه بشكل مستمر من خلال مارك زوكربيرج نفسه، وذلك بعدما وافق على حجب المحتوى المعادي للدولة داخل فيتنام.

وإلى جانب ذلك، كشفت الملفات عن استغلال منصة فيس بوك لحركة ألمانية معادية للقاحات كورونا ضمن تجربة عرفت باسم “Querdenken Experiment”. وذلك حيث إن المنصة قد قامت بتجربة نظام جديد لمراجعة المحتوى بشكل أكثر عنفًا على هذه الحركة.

كما أن الملفات المسربة قد كشفت عن نية فيس بوك السابقة للتخلي عن عدادات الإعجابات في فيس بوك وإنستغرام.

إلا أن هذه الخطوة لم تنفذ أبدًا بسبب تأثيرها السلبي على عائدات الإعلانات. وإلى جانب ذلك، كشفت الملفات عن فشل أنظمة مراقبة المحتوى في التعامل مع بعض الأحداث، مثل محاولة أنصار ترامب رفض إعلان جو بايدن كرئيس للولايات المتحدة بعد فوزه فعليًا.

كما أن الأبعاد السياسية قد ظهرت في الملفات بشكل واضح. بما في ذلك محاولة المنصة جعل محتواها مناسبًا لأنصار حزب جو بايدن الديموقراطي.

اقرأ أيضا: فيس بوك تستثمر المليارات في جهود ميتافيرس

قالت شركة فيس بوك إنها تبدأ بنشر النتائج المالية لمختبرات الواقع المعزز والافتراضي كوحدة منفصلة، حيث تستثمر المليارات في طموحاتها لبناء ميتافيرس، ويتزامن ذلك مع حديثها حول أن نشاطها الإعلاني الرئيسي يواجه عدم يقين كبير.

اقرأ أيضاً: طريقة توثيق حسابك على يوتيوب والحصول على العلامة

وحذرت الشركة، التي أعلنت عن زيادة أرباحها في الربع الثالث بنسبة 17 في المئة، من أن تغييرات الخصوصية الجديدة لشركة آبل تؤثر في أعمالها الرقمية في الربع الحالي.

وذكرت شركة التواصل الاجتماعي أن إيراداتها ربع سنوية كانت أقل من توقعات السوق، وقالت مديرة العمليات شيريل ساندبرج للمحللين إن ذلك يرجع إلى تغييرات iOS.

وقال ديفيد وينر، المدير المالي لفيس بوك، إن الشركة تتوقع أن يؤدي استثمارها في قسم الأجهزة، Reality Labs، إلى خفض أرباح التشغيل الإجمالية في عام 2021 بنحو 10 مليارات دولار.

ويأتي الالتزام المالي لهذه الوحدة التي تركز على الأجهزة والتي تعمل على طموحات ميتافيرس، في الوقت الذي تغرق فيه الشركة بتغطية الوثائق التي سربتها الموظفة السابق في فيس بوك فرانسيس هوجين.

وأظهرت التسريبات أن الشركة اختارت الربح على سلامة المستخدم. ودافع الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج ضد الانتقادات الصادرة عن الوثائق، والتي قال إنها رسمت صورة خطأ لشركتنا.

اقرأ أيضاً: ماهي بدائل اليوتيوب؟ تعرّف على أفضلها بحسب اهتمامك!

وقال الرئيس التنفيذي إن الشركة في السنوات القادمة لن ينظر إليها على أنها شركة وسائط اجتماعية ولكن كشركة تركز على ميتافيرس.

ويشير المصطلح إلى بيئة افتراضية مشتركة يمكن الوصول إليها من قبل الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة مختلفة.

يأتي ذلك في ظل تباطؤ الأعمال الإعلانية

أنشأت فيس بوك، التي استثمرت بكثافة في الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، بما في ذلك شراء شركات مثل Oculus، هذا العام فريق منتج للعمل على ميتافيرس.

وقالت هذا الشهر إنها تخطط لتوظيف 10000 موظف في أوروبا على مدى السنوات الخمس المقبلة للعمل في هذه المبادرة.

وقال زوكربيرج: هذا الاستثمارًا لن يكون مربحًا لنا في أي وقت في المستقبل القريب. ولكن نعتقد أساسًا أن ميتافيرس هي خليفة الإنترنت عبر الهاتف المحمول.

وقال وينر إنه اعتبارًا من الربع الأخير من عام 2021، تصبح Reality Labs جزء منفصل عن مجموعة تطبيقات فيس بوك في التقارير.

وفي الربع الثالث، أبلغت الشركة عن عدد مستخدمين نشطين شهريًا بلغ 2.91 مليار، بزيادة 6 في المئة عن العام الماضي. ولكن أقل من تقديرات المحللين.

وأكد المسؤولون التنفيذيون على تركيز الشركة على جذب الشباب، بما في ذلك من خلال ميزة الفيديو القصير Reels.

اقرأ أيضاً: جوجل.. كيف تفعّل الوضع الليلي على محرك البحث؟

وقال زوكربيرج: نحن نعيد تجهيز فرقنا لجعل خدمة الشباب بمثابة معلم لتحديد الطريق. وذلك بدلاً من تحسينها لعدد أكبر من كبار السن. وهو تحول قال إنه يستغرق سنوات، وليس شهورًا، لتنفيذه بالكامل.

وتظهر الوثائق المسربة مخاوف الشركة المستمرة بشأن جاذبيتها للمستخدمين الأصغر سنًا، حيث يتمتع المنافسون مثل تيك توك بشعبية بين المراهقين.

كما تظهر الصعوبات التي تواجهها الشركة في التعامل مع المستخدمين الذين يقومون بإنشاء حسابات متعددة عبر منصاتها.

وقالت فيس بوك إنها تتوقع أن تتراوح إيرادات الربع الأخير بين 31.5 مليار دولار و 34 مليار دولار. وارتفع إجمالي إيرادات الشركة إلى 29.01 مليار دولار في الربع الثالث من 21.47 مليار دولار في العام السابق.

شاهد أيضاً: رحلات افتراضية حول العالم

المصدر: البوابة التقنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة