تعليمفيديومقالات

ما هي العلاقة بين ممارسة الرياضة والإبداع؟

العقل السليم في الجسم السليم. عبارة لطالما سمعناها خلال سنوات نشأتنا المبكرة وحتى مراحل النضج والشباب، ولكن نادراً ما وقفنا عليها فعلاً لكي نفهم إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الصحة الجسدية على قدرات الإنسان العقلية؟

أبحاث علمية كشفت العلاقة المباشرة بين ممارسة الرياضة والإبداع 

الدراسات العلمية الحديثة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أو المراوغة (نعلم أنك تشعر بالكسل للقيام بالتمارين)، أن القيام بمجهود بدني وتمارين رياضية بشكل منتظم من شأنه فعلاً تحسين القدرات العقلية للذهن، وحتى تعزيز الابتكار والإبداع عند الشخص.

وللبحث في تأثير ممارسة الرياضية والإبداع، أكدت دراسة علمية أجرتها جامعة ستانفورد عام 2014، أن المشي يحسّن بشكل كبير أنواعاً معينة من الجهود المعرفية التي ينطوي عليها الإبداع، وبالتحديد التفكير المتقارب أو الـC​​onvergent thinking.

ويعني هذا النوع من التفكير القدرة على التوصل إلى حلول لمشكلة ما بطريقة مبتكرة، والقدرة على التفكير المتشعب، وإعادة تشكيل الأفكار الأصلية واختلاق العديد من النهايات والنتائج لها.

اقرأ أيضاً: تغيُّرات ستلاحظها إذا بدأت في ممارسة الرياضة لأول مرة!

كما وجدت دراسة أخرى نشرتها مجلة Frontiers in Human Nueroscience لأبحاث علم الأعصاب، أن التمارين تميل إلى تحسين قدرات التفكير المتقارب لدى أولئك الذين يمارسون الرياضة ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع، ما يؤكد على وجود صلة مباشرة بين ممارسة الرياضة والإبداع.

إلى أي مدى تؤثر الرياضة على القدرات الإبداعية والابتكار؟

حتى الأشخاص الذين يعرفون الفوائد الجسدية للتمارين الرياضية جيداً قد يفاجأون بمدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه عادة التمرين الجسدي المستمرة على العقل، لأننا كلما نظرنا بإمعان، وجدنا المزيد من الفوائد.

وحول الأمر كتبت عالمة الأعصاب ويندي سوزوكي، مؤلفة كتاب “دماغ صحي حياة سعيدة”، في مجلة Quartz الأمريكية، أنه بالإضافة إلى خصائص ممارسة الرياضة في الحد من التوتر، وتعزيز قدرة العقل على التركيز والإنتاجية والذاكرة، هناك بعض الأدلة التي تدعم فكرة أن التمارين يمكن أن يساعد في جعلنا أكثر إبداعاً وابتكاراً.

موضحة أن ممارسة الرياضة تساعد الناس على ابتكار أفكار جديدة، يستخدمها العديد من الباحثين كبديل للتفكير الإبداعي.

يرغب الكثير من الناس في تطوير مهارات الكتابة والرسم والتأليف الموسيقي وحتى الابتكار المهني داخل بيئة العمل، ولكن هذه ليست مهمة سهلة.

اقرأ أيضاً: لكن بشروط.. فوائد التمارين الرياضية للمصاب بكسور العظام

ومع ذلك، وفقاً لسوزوكي، فإن التغييرات الدماغية الناتجة عن التمرينات الرياضية التي يُعتقد أنها مسؤولة عن تحسين الذاكرة، قادرة على تحسين قدراتك العقلية على الخيال أيضاً.

خلق مسارات عقلية جديدة تعزز التركيز والتفكير الإبداعي

بالإضافة إلى الإبداع، فإن ممارسة التمارين الرياضية تعزز وظائف الدماغ من خلال تحضير الخلايا العصبية وتشجيعها على الارتباط ببعضها البعض، وهو أسلوب الخلايا الوحيد لتعلُّم معلومات جديدة، بحسب موقع Brain Balance Centers.

على سبيل المثال، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية عصبية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومتلازمة أسبرجر، تصبح التمارين الرياضية المستمرة لبنة أساسية لدعم التطور المناسب لعقولهم.

كما وجدت دراسة أمريكية أجريت على 1.2 مليون شخص على مدى أربع سنوات، ونشرت مجلة The Lancet العلمية نتائجها، أن التمارين المنتظمة تقلل عدد الأيام التي تعاني فيها من ضعف الصحة العقلية شهرياً، بأكثر من 43%، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم نفس القدرات العقلية ولا يمارسون الرياضة.

لذلك يوفر التمرين وسيلة لتقليل عبء الصحة النفسية وتداعياتها مع التقدم في السن، بالإضافة لتقليل تكاليف الرعاية الصحية الكبيرة المرتبطة بعلاج مشكلات الصحة العقلية الناجمة عن أمراض الشيخوخة.

تعزيز قدرات أجزاء الدماغ المسؤولة عن الإبداع والخيال

نحن نعلم أن التمارين، وخاصة التمارين الخارجية في الهواء الطلق مثل الركض، تحفز شيئاً يسمى بـ”عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ” أو BDNF، والذي يشجع على نمو خلايا دماغية جديدة في منطقة الحُصين، بحسب موقع Business Insider.

اقرأ أيضاً: 20 دقيقة من التمارين الرياضية في المنزل

وتلعب منطقة الدماغ تلك دوراً محورياً في الذاكرة طويلة المدى، لكن هناك أيضاً أسباب للاعتقاد بأنها تلعب دوراً في مساعدة الناس على “تخيل مواقف جديدة وأفكار مختلفة”.

ولأن التمرينات الرياضية تسرع ولادة خلايا دماغية جديدة في هذه المنطقة، فهي تحسن معدل حياة وأداء هذه الخلايا التي تُظهر الأبحاث أنها تتحكم في القدرة على تخيل المستقبل والتفكير الإبداعي، بحسب دراسة نشرتها مجلة PNAS.

المزيد من الأفكار المبتكرة بعد بذل الجهد البدني

وجدت دراسة تقليدية عام 2014 عن التمرينات والإبداع نشرتها مجلة APA Psycnet أن الحركة يمكن أن تحفز الابتكار، إذ استنبط جميع المشاركين تقريباً أفكاراً كانت أكثر عدداً وذكاءً أثناء المشي أكثر من الأفكار التي توصلوا إليها أثناء الجلوس.

اقرأ أيضاً: السباحة في الثلج وعلاقتها بهرمون الحب

تشير نتائج الدراسات السالف ذكرها جميعاً إلى ارتباط ممارسة الرياضة والإبداع تأثير النشاط البدني في الحياة اليومية على القدرات العقلية للابتكار.

لذلك في المرة المقبلة التي تشعر فيها بانعدام الأفكار في مشروع ما أو هواية فنية محببة، ربما عليك ببساطة أن تذهب في نزهة على الأقدام لحديقة مجاورة وتنتظر خيالك يقوم بالباقي!

شاهد أيضاً: ارتجاف العضلات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة