تاريختكنولوجيافيديو

تعرف على قصة اختراع الإنترنت

لا شكَّ أنّ نسب فضل اختراع الإنترنت إلى شخص واحد هو أمرٌ صعب حقاً، فلولا عشرات العلماء والمبرمجين والمهندسين والرواد، الذين طوّر كل منهم ميزات وتقنيات جديدة اندمجت فيما بينها في نهاية المطاف لما أصبح لدينا الإنترنت الذي نعرفه اليوم.

قصة اختراع الإنترنت

إليكم قصّة اختراع الإنترنت، وأبرز المحطات التي رافقت تطوره حتى يومنا هذا.

محاولة نيكولا تيسلا غير المكتملة

لوقت طويل من الزمن كان العلماء يحلمون بوجود شبكات معلومات عالمية ينقلون من خلالها المعلومات بأسرع وأقصر زمن ممكن، وبدأ هذا الحلم يرى النور أوائل القرن العشرين من خلال نيكولا تيسلا، وهو مخترع وفيزيائي ومهندس كهربائي ومهندس ميكانيكي صربي-أمريكي، وذلك عندما قام باختراع فكرة “النظام اللاسلكي العالمي” وفقاً لما ذكره موقع History التاريخي.

اقرأ أيضاً: بوابة العالم جوجل

وهي الفكرة التي عمل كثيراً من أجلها سيما إنشاءه لبرج واردنكليف غير المكتمل الذي كان يفترض من خلاله نقل الرسائل والمكالمات الهاتفية وحتى الفاكس عبر المحيط الأطلنطي إلى إنجلترا وإلى السفن في البحار، معتمداً على نظريته حول استخدام الأرض لتوصيل الإشارات.

حاول تسلا تنمية قدرات البرج وإضافة ناقل لاسلكي للطاقة لينافس راديو ماركوني باستخدام النظام البرقي، إلا أن ذلك المشروع قوبل بالرفض من قبل جون بيربونت مورجان ممول المشروع.

لم يستطع تسلا إيجاد ممول آخر، وتوقف المشروع عن العمل سنة 1906، وفي محاولة لتسديد ديون تسلا، تم تفكيك البرج وبيعه كخردة سنة 1917، بينما رُهنت الأجهزة سنة 1922.

شبكة بين المجرات

لم ييأس العلماء الآخرون من فكرة إنشاء شبكة نقل المعلومات، فابتكر مفكرون ذوو رؤية، مثل البلجيكي بول أوتليت، والأمريكي فانيفار بوش أنظمة تخزين آلية وقابلة للبحث للكتب والوسائط في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، وكل تلك الابتكارات كانت ضرورية جداً لاختراع الإنترنت.

أما المخططات العملية الأولى للإنترنت فقد ظهرت في أوائل ستينيات القرن العشرين، عندما قام العالم الأمريكي جوزيف كارل روبنيت ليكليدر المعروف اختصاراً بـ JCR  بنشر فكرة “شبكة بين المجرات” من أجهزة الكمبيوتر.

وقد احتوت فكرة العالم الذي كان يعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على كل شيء تقريباً موجود على الإنترنت اليوم بما في ذلك الحوسبة السحابية  .

اقرأ أيضاً: تيك توك.. التطبيق الذي اجتاح العالم!

وقد استخدم JCR  فكرة “شبكة بين المجرات” للإشارة إلى نظام الربط الشبكي والتفاعل بين كمبيوترات جميع الناس سواء بين الحكومات والمؤسسات والشركات والأفراد وفقاً لـ Techopedia.

بعد ذلك بوقت قصير، طوّر علماء الكمبيوتر مفهوم “تبديل الحزمة”، وهي طريقة لنقل البيانات الإلكترونية بشكل فعال والتي أصبحت فيما بعد واحدة من اللبِنَات الرئيسية للإنترنت.

أول تجربة أوليّة للإنترنت

جاء أول نموذج أولي عملي للإنترنت في أواخر الستينيات من القرن الماضي مع إنشاء شبكة ARPANET “أربانت” أو كما تسمى أيضاً شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة أو المتطورة  .

تم تمويل شبكة أربانت في الأساس من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، واستخدمت تبديل الحزم للسماح لأجهزة كمبيوتر متعددة بالاتصال على شبكة واحدة.

في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1969 أصدرت أربانت رسالتها الأولى من خلال اتصال (عقدة إلى عقدة) أي من كمبيوتر نحو كمبيوتر آخر.

كان الكمبيوتر الأول موجوداً في معمل أبحاث في جامعة كاليفورنيا، والثاني في جامعة ستانفورد في المدينة ذاتها؛ وكان كل واحد من تلك الكمبيوترات بحجم منزل صغير.

اقرأ أيضاً: بماذا يتميز الواتس آب عن غيره من التطبيقات؟

أما الرسالة التي تمَّ إرسالها من فقد كانت بسيطة وقصيرة وهي كلمة “Login”، أرسلت من الجهاز الأول، ولكنَّ الجاهز الثاني لم يستلم منها سولى أول حرفين وهما “Lo”.

صحيح أنّ العملية فشلت في منتصفها، ولكنها كانت بمثابة إنجاز كبير لعمل استمر طويلاً.

محطات تستحق الذكر في تاريخ الإنترنت

لاشكّ أنّ شبكة الإنترنت لن تكون بذات القيمة التي نعرفها عليها الآن في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعية، والمواقع الترفيهية والثقافية، وبالتالي كان لا بد من الوقوف عند بعض المحطات التي ساهمت في رفع شعبية استخدام الإنترنت في العالم وفقاً لما ذكره موقع El Mundo الإسباني.

1- إنشاء البريد الإلكتروني (1972)

قبل تطبيق واتس آب، وقبل Messenger القديم من إنتاج Microsoft، كان الأشخاص العاديون يتواصلون عبر البريد الإلكتروني، الذي أسسه راي توملينسون في العام 1972.

2. MOSAIC أول متصفح إنترنت (1993)

للوصول إلى أي شيء تريده عبر الإنترنت فإن تحتاج شيئاً للقيام بذلك، وهذا تحديداً هو الموضع الذي يحين عنده دور متصفحات الإنترنت.

اقرأ أيضاً: تطبيق بيب التركي بديل الواتس آب

قبل متصفحي Chrome أو Internet Explorer، كان هناك متصفح Netscape، وقبله بكثير كان هناك Mosaic، وهو أول متصفح في العالم، كان نتيجة جهود مارك آندرسن وزملائه الآخرين في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية.

3. ولادة شركة Google (1998)

في العام 1998، وُلد مشروع Google في مرآب لطالبَين من جامعة ستانفورد يتشاركان غرفة النوم: وهما لاري بيج وسيرجي برين، غير أنه في البداية لم يكن يطلق عليه جوجل، بل BackRub، الذي كان أقل جاذبية.

وخلال سنوات قليلة، انتقلت أوجه التقدم في الإنترنت من الاعتماد على الهيئات العامة، مثل المنظمات العسكرية أو النووية أو الطلاب الجامعيين، إلى الشركات الخاصة.

4. FaceBook (2004)

بدأت هذه الشبكة الاجتماعية في البداية باسم The Facebook من اختراع مارك زوكربيرغ الذي كان يسعى لجمع طلاب جامعته في مكان واحد.

لكنها كانت أول شبكة اجتماعية كبرى تنجح حقاً، بعد MySpace، التي لو لم تغرق لكان بإمكانها أن تحل محل فيس بوك بشكل مثالي في هذه القائمة.

5. تحميل الفيديو الأول على موقع Youtube (2005)

لا يمكن تخيُّل عالم الإنترنت في عام 2019 من دون فيس بوك، وكذلك من دون يوتيوب، الذي تملكه حالياً شركة google.

ولكن في عام 2005، عند إنشائه، كان مشروعاً خاصاً لثلاثة شباب، وهم ستيف تشين وجاويد كريم وتشاد هيرلي، الذين أرادوا تحميل ومشاركة مقاطع الفيديو بسهولة على الإنترنت.

هل الويب هو نفسه الإنترنت؟

استمرت التكنولوجيا في النمو في سبعينيات القرن العشرين، بعد أن طور العالمان الأمريكيان روبرت خان وفينتون سيرف بروتوكول التحكم في الإرسال وبروتوكول الإنترنت، أو TCP / IP، وهو نموذج اتصالات يضع معايير لكيفية نقل البيانات بين شبكات مُتعددة. 

اقرأ أيضاً: تطبيق تيليجرام المنافس لتطبيق واتس آب

من جهتها، اعتمدت شبكة أربانت بروتوكول TCP / IP في 1 يناير/كانون الثاني 1983، ومن هناك بدأ الباحثون في تجميع “شبكة الشبكات” التي أصبحت الإنترنت الحديث.

ثم اتخذ عالم الإنترنت شكلاً أكثر وضوحاً في عام 1990، عندما اخترع عالم الكمبيوتر البريطاني تيم بيرنرز لي شبكة الويب العالمية، أو كما تسمى أيضاً بـ”الشبكة العنكبوتية العالمية”.

ومن هنا بدأ معظم الناس يستخدمون الكلمتين “الويب” و”الإنترنت” ليعنيان نفس الشيء لكنهما في الواقع مختلفتان تماماً.

باختصار، ووفقاً لشبكة BBC البريطانية، فإنّ شبكة الويب العالمية، أو الويب، هي الصفحات التي تراها عندما تكون على جهاز وتكون متصلاً بالإنترنت.

لكن الإنترنت عبارة عن شبكة من أجهزة الكمبيوتر المتصلة التي يعمل عليها الويب، بالإضافة إلى الرسائل الإلكترونية والملفات التي تنتقل عبرها.

اقرأ أيضاً: تويتر.. نافذة تطل على العالم!

فكر في الإنترنت على أنه الطرق التي تربط البلدات والمدن معاً، بينما تحتوي شبكة الويب العالمية على الأشياء التي تراها على الطرق مثل المنازل والمحلات التجارية.

أما المركبات فهي البيانات التي تتنقل، بعضها ينتقل بين مواقع الويب، والبعض الآخر سينقل رسائل البريد الإلكتروني أو الملفات عبر الإنترنت، بشكل منفصل عن الويب.

ووفقاً لشبكة Statista الألمانية المتخصصة بالإحصاءات فإنه بدءاً من يناير/كانون الثاني 2021، كان هناك 4.66 مليار مستخدم نشط للإنترنت في جميع أنحاء العالم، أي نحو 59.5% من سكان العالم، في حين أنّ 92.6% من هؤلاء أي نحو 4.32 مليار يستخدمون الإنترنت من خلال الهواتف المحمولة.

شاهد أيضاً: تطبيقات يجب استخدامها عند سفرك إلى تركيا

المصدر: عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة