كرة القدم ليست مجرد لعبة إنما هي علم يُدرس.. تعرف على الرادار البشري الذي يرصد الملعب
كرة القدم لعبة ديناميكية، وسلسلة معقدة جداً، وقد تكون قدرة اللاعب على إتخاذ المعلومات من داخل الملعب، تطبيق هذه المعلومات بسرعة ودقة لإتخاذ القرار الأفضل.
فالأمر يتعلق بالـ Scanning، هو القدرة على استكشاف الملعب قبل الحصول على الكرة، ربما القدرة على الحصول على أكبر قدر من الأفكار قبل الإنتقال إلى الخطوة الآتية، فقد يختلف الـ Scanning حسب القدرة على استيعاب المعلومات، وتختلف هذه القدرة من لاعب لآخر ومن دوري لآخر، على سبيل المثال، بالدوري الإنجليزي الممتاز، يقوم اللاعبون الجيدون بـ استكشاف الملعب من 4 إلى 6 مرات خلال 10 ثوانٍ، ولكن يقوم المتميزين باستكشاف الملعب 8 مرات خلال 10 ثوانٍ، أما في الدوري الإسباني يقوم اللاعبون بعملية مسح لأرض الملعب حوالي 2 إلى 4 مرات.
اقرأ أيضاً: المعلّق الرياضي.. الرجل الذي يخاطبنا أكثر من الرئيس الأمريكي!
تقوم شركة EYEQ بـ تطوير هذا الموضوع عند اللاعبين، حيث تقوم الشركة بجعل اللاعبين يرتدون قفازات مختلفة الألوان، لإجبار حامل الكرة على القيام بالـ Scanning لإختيار اللون الصحيح، وعُرِف أرسين فينجر المدرب السابق لنادي آرسنال الإنجليزي بقدرته على تطوير اللاعبين صغار السن، حيث طور العديد من اللاعبين المهمين أثناء فترة تدريبه لنادي آرسنال، مثل أولكسيد تشامبرلينغ لاعب ليفربول الحالي وجاك ولشر، ويعتقد فينجر أن قدرة اللاعب على تفسير الأفكار، هو أمر مهم وحيوي لتألق أي لاعب فعندما يقوم بعمل الـ Scanning، فإنه يحصل على أدق تمريرة بعد استكشافه لأرضية الملعب.
هذا الموضوع تناوله العديد من علماء النفس وأساتذة في الجامعات الأوروبية كالدكتور “جير جورديت”، هو أستاذ في علم النفس في جامعة أوتريخت الهولندية حوّل دور الرؤية الإدراك في الأداء على مستوى النخبة، ولقد عَمِل مع نادي أياكس الهولندي كـ مستشار مع منشأة كرويف لكرة القدم Cruyff Football، حيث أجرى بحث حول العلاقة بين عدد المرات التي يقوم اللاعب بالـ Scanning قبل استلام الكرة، وإنتاجية استخدام هذا اللاعب لكرة القدم، بحثت هذه الدراسة 64 لاعب خلال 1279 موقف، وجد أن لامبارد لاعب تشيلسي السابق استكشف 0.62 مرة خلال الثانية، ووجد جيرارد لاعب ليفربول السابق يستكشف 0.61 مرة خلال الثانية.
اقرأ أيضاً: مزحة قاتلة أودت بحياة لاعب كرة قدم إيطالي، تعرف على القصة!
فكر جير في العلاقة بين عدد المرات التي يقوم اللاعب باستكشاف الملعب، ونسبة دقة التمريرات، وقسّم اللاعبين إلى ثلاثة أقسام، مجموعة الذين تفوقوا على الكرة 81%، وتمرير المجموعة المتوسطة 68%، والمجموعة الأقل أكملوا 64%، وعند دراسة أخرى تم تحليل 55 لاعب بلغت نسبة إتمام التمريرات الأمامية من اللاعبين الذين تفحصوا أكبر عدد من التمريرات 75%، مقارنة بـ 41% ممن قاموا باستكشاف الملعب.
أكثر اللاعبين استكشافاً لملعب المباراة كان تشافي هيرنانديز لاعب برشلونة السابق والمدرب الحالي للنادي، عن طريق 0.83 Scans خلال الثانية، كان يفكر بسرعة ويبحث عن المساحات لم يولد تشافي مع هذه القدرة تلقى تعليمه هُناك في لا ماسيا في برشلونة حيث تم تنفيذ فلسفة يوهان كرويف.
وتقوم شركة EYEQ بـ تطوير اللاعبين، وزيادة القدرة على الـ Scanning، يقومون بـ تدريب الناشئين في منطقة 24 × 24 حتى 42 × 42 ياردة حسب العمر والمستوى وعدد اللاعبين، ففي إحدى التجارب قاموا بتقسيم اللاعبين إلى فريقين من 5 إلى 7 مع كرة واحدة لكل فريق الغرض الرئيسي من التمرير المتسلسل هو تشجيع اللاعبين على النظر ومعرفة أين يمررون الكرة بعد ذلك قبل أن يحصلوا على الكرة.
اقرأ أيضاً: مونديال 2022.. تعرف على أهم وأحدث الملاعب القطرية
ليس بالأمر بهذا الشكل فإذا عدنا إلى عام 2017/18، كان لاعب من نادي هيرينفين الهولندي لديه تردد مسح عالٍ جداً، يقوم بالـ Scanning خمسة مرات خلال ثوانٍ، ومع ذلك التوقيت خاطئ تماماً أي أن الـ Finish لديه خاطئ كلياً، فأصبح الـ Scanning خاطئ بالأحرى بلا قيمة، وفي نفس الفريق يوجد لاعب لديه التوقيت المثالي للإرسال اللاعب هو حالياً لاعب ريال مدريد المعار لنادي آرسنال الإنجليزي النجم النرويجي أوديغارد، الأخير عكس هذا تماماً من نفس المباراة، كان أوديغارد Ødegaard على سبيل الإعارة إلى Heerenveen، كان لأوديغارد Scanning أقل، لكن كان توقيته مثالي كل مرة يلمس زميله الكرة، ينظر إلى الكرة بين لمسات اللاعبين يستكشف الملعب بالأحرى، أي أنه على الرغم من قدرته الضعيفة أو القليلة بزملائه في عملية مسح الملعب إلا أنه كان متفوقاً جداً باللمسة المثالية، وفي التوقيت المثالي.
وكما قال بيرلو من منبر حكمته: “كرة القدم تُلعب بالعقل، الأقدام هي مجرد أدوات لتلك اللعبة”.
شاهد أيضاً: مالا تعرفه عن فيلسوف كرة القدم سقراط