أن تكون معتقلاً أو مسجوناً و من ثم تخرج من السجن لتفوز بكأس العالم. قد تبدو للوهلة الأولى قصة من وحي الخيال، لكنها حكاية من الواقع، لنجم موهوب وهداف انفجر فى سنه الواحد والعشرين، في مشوار كروي مميز استمر لإثني عشر عاماً.
ولد الإيطالي”باولو روسي” في مدينة « براتو » الإيطالية في 23 سبتمبر من عام 1956 ، وبدأ مسيرته الكروية في عام 1973، في سن السابعة عشر مع فريق “يوفنتوس” تحت 17 عاماً ، و بسبب صغر سنه تمت إعارته لكل من فريقي “كومو” ونادي “فيتشينزا” على أن يمضي فترة زمنية قصيرة و يعود لناديه الأم.
وبالفعل فقد فرض”باولو روسي” نفسه منذ موسمه الأول مع نادي “فيتشينزا” حيث قاد النادي لدوري الدرجة الأولى وحصد لقب هداف دوري الدرجة الثانية بتسجيله 21 هدفاً، مما جعل الجميع في إيطاليا يؤمنون بمولد هداف جديد.
اقرأ أيضاً: تعرف على جاسوس كرة القدم!
ومع تألق “باولو روسي” اللافت، جعل فرق الدوري الإيطالي تدخل مضمار سباق التعاقد معه، لكن فريقه السابق “يوفنتوس” يراقب من بعيد، وينتظر اللحظة المناسبة ليقطع الطريق على الأندية التي ترغب بالتعاقد مع “باولو” حيث فعل نادي “يوفنتوس” بنداً أدرجته الإدارة سابقاً حيث سمحت للّاعب العودة لناديه الأم.
مع بداية موسم 1981 وقبل انضمام اللاعب لنادي السيدة العجوز أثبتت محكمة الجنايات في إيطاليا تورط النجم “باولو” بقضية المراهنات و التلاعب بنتائج المباريات حيث حكمت على “باولو” بالسجن لثلاث سنوات وتم تخفيف الحكم بعدها لسنتين، مما يعني حتمية غيابه عن كأس العالم 1982 المقام في إسبانيا، في ذلك الوقت اعتبر الجميع أن مسيرة اللاعب قد انتهت فسيطلق سراحه بعد ثلاثة سنوات أي في عمر 24 عاماً ، وسيجد صعوبة بالعودة للملاعب نتيجة ابتعاده لتلك الفترة خاصة بعد فضيحة التلاعب و دخوله عالم المراهانات، لكن الغريب في الأمر أنه كان موجود ضمن لائحة المنتخب الإيطالي أثناء مشاركة المنتخب في تصفيات كأس العالم.
في ذلك الوقت طلب مدرب منتخب إيطاليا “انزو برزوت” بجلب “باولو روسي” و أصر على خروجه من السجن، وقال: ” نعم باولو روسي معنا سيغير إيطاليا سيساعدنا في حصد اللقب”.
وبالفعل خرج “باولو روسي” من السجن قبل انطلاق المونديال ب أربعة أشهر، عندها فوجئ الجميع وقالوا: من أين خرج روسي؟ وهل يستطيع الركض مثل السابق؟.
الجميع انتقد المدرب “برزوت” الصحافة والجماهير وحتى السياسين ووصفوه بالمجنون والمعتوه، فكيف سوف يجعله لاعب أساسي في كأس العالم وهو للتو خرج من السجن ولم يتدرب منذ مدة، بدأ مونديال 1982، وإيطاليا تأهلت من دور المجموعات بشق الأنفس حيث حققت ثلاث تعادلات والنجم الموعود “باولو روسي” بدون أي هدف يذكر، في الدور الثاني اصطدمت إيطاليافي مواجه البرازيل والأرجنتين، إلا أن الإعصار الإيطالي بدأ وهزمت الأرجنتين بنتيجة “2-1″ وتبقت أمامها مباراة البرازيل المصيرية للتأهل لنصف النهائي، لينفجر بعدها ” روسي ” في المباراة ويضرب البرازيل بهاتريك ويقود الطليان لنصف النهائي لملاقاة بولندا، استمر “بابلو ” بالإبداع وقاد إيطاليا للفوز “2-0” ليؤهلهم للمباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية.
أقيم النهائي فى قلعة “ريال مدريد” السانتياغو بيرنابيو وانتهت المباراة بثلاثية إيطالية ساحقة بقيادة النجم “باولو روسي” الذي سجل هدف الافتتاح حينها لإيطاليا التي توّجت بالنجمة الثالثة لها، ليحصد ” باولو ” الخارج لتوه من السجن على لقب هداف كأس العالم برصيد 6 أهداف وأفضل لاعب في المونديال ولاحقاً حقق جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 1982.
اقرأ أيضاً: تعرف على دور علم النفس في كرة القدم!
حاز الأسطورة الإيطالية على العديد من البطولات مع “يوفنتوس” حيث حقق الدوري مرتين والكأس الإيطالية مرة ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبية، وكأس الاتحاد الأوروبي.
اعتزل “باولو روسي” اللعب عام 1987، وودع المستطيل الأخضر بعد مسيرة استمرت اثني عشر عاماً حافلة بإنجازات لم يتمكن أحد من جيله أن يحققها و توفي في 9 ديسمبر عام 2020 في مدينة «سينا» الإيطالية.
شاهد أيضاً: تعرف على جاسوس كرة القدم!