حوادث و منوعاتعالم حواءفيديو

(تركيا) نساء الإطفاء.. سعادة عارمة لإنقاذ البشر

تستعد النساء العاملات في فرقة إطفاء ولاية بورصة التركية، لحماية المجتمع من مخاطر مختلفة على رأسها الحريق، بعد خضوعهن لدورات تدريبية قاسية.

وتعمل 15 امرأة في المديرية العامة للإطفاء والتابعة لبلدية بورصة، والتي تضم 585 موظفًا في 28 مجموعة إطفاء.

وتسعى النساء العاملات في وحدات مختلفة بمديرية الإطفاء، دائما إلى العمل على حماية المجتمع والممتلكات العامة والخاصة، من خلال تحسين أدائهن عبر الحصول على تدريبات قاسية في أيام معينة من الأسبوع.

النساء اللواتي ينزلن من ارتفاعات شاهقة بواسطة الحبال للقيام بأعمال الإنقاذ، ويدخلن منطقة النار مع 40 كيلوغرام من المعدات، يلعبن دورًا نشطًا في مكافحة الحوادث مثل الحرائق والكوارث الطبيعية.

وقالت كيراز أكينجي إحدى العاملات في مديرية الإطفاء، منذ 5 سنوات،  إن فكرة العمل تبلورت في ذهنها خلال المرحلة الثانوية، لتبدأ العمل فعليًا في الإطفاء بعد تخرجها من المدرسة المهنية.

وأضافت: “أقوم بعملي بكل فخر واعتزاز، إذ يمكن للمرأة أن تظهر قوتها في هذا المجال وكذلك في أي مجال آخر على قدم المساواة مع الرجل”.

وأشارت إلى أن الوحدة تنظم برامج تدريب وتمارين مختلفة لرجال ونساء الإطفاء، إضافة لمواطنين راغبين بالحصول على هذا النوع من التدريب.

وذكرت أكينجي أن مديرية الإطفاء، تنفذ عمليات إنقاذ وتظهر استجابة سريعة ضد حوادث المرور والحرائق وحوادث السقوط في الآبار، وغيرها من الحوادث.

يسعدنا انقاذ البشر

بدورها، أكدت عائشة نور دينجل، التي تعمل في وحدة قيادة العمليات بالمديرية منذ 6 سنوات، على أهمية حصول وحدة الإطفاء على العنوان لطالب النجدة بوضوح من أجل مد يد العون له في أسرع وقت.

وقالت إن ” وحدتنا تعتبر الرئيسية في عملية مكافحة الحرائق، كما شاركت في عمليات الإنقاذ في أعقاب زلزال إيلازيغ العام الماضي”.

وتابعت دينجل:” عندما تصل وحدة الإطفاء إلى مكان الحادث يكون أقارب الأشخاص الموجودين تحت الركام بانتظارك لمساعدة أحبائهم، يمكننا حقًا أن نفهم بشكل أوضح مشاعر أولئك الأشخاص وإدراك مدى أهمية وقداسة هذه المهنة”.

اقرأ أيضاً: الرئيس التركي يهنئ المرأة بيومها العالمي

وشددت دينجل أنها تشعر بسعادة عارمة عندما تتمكن من إنقاذ حياة أي شخص، مشيرة إلى أن فريق الإنقاذ والإطفاء يهرع إلى نجدة الأشخاص في الوقت الذي يهرب فيه الجميع مبتعدين عن أماكن الحوادث.

من جهتها، ذكرت “بهتر قليج” التي تعمل في مركز القيادة بالمديرية، أن فريق الإنقاذ والإطفاء يعمل في الميدان، ويظهر جهودًا استثنائية لإنقاذ حياة البشر.

ولفتت قليج إلى أن الفريق يقوم بتدريبات وتمارين دورية من أجل تطوير مهارات أفراده في إطفاء الحرائق والسيطرة عليها.

وعبرّت قليج عن سعادتها لعملها في مجال الإطفاء؛ “لأنه يوفر لها فرصة مساعدة المتضررين جراء حوادث المرور وتسرب الغاز والزلازل والحرائق”.

اقرأ أيضاً: حكاية امرأة تقود شاحنات ثقيلة في ميناء تركي

لم تختر التركية عائشة قايام (26 عامًا) عملا سهلا كمعظم النساء بل قررت اقتحام عالم الأعمال الصعبة التي تعد في معظم البلدان حكرا على الرجال.

وبفضل مهاراتها في عملها بقيادة شاحنة ثقيلة لنقل البضائع من السفن الراسية في ميناء “ياريمجه” الدولي بولاية قوجه ايلي (شمال غرب) باتت عائشة تحظى بتقدير من عرفها وعمل معها.

ويتزايد في مدينة قوجه ايلي الصناعية يومًا بعد يوم، توظيف النساء في مجالات الأعمال المعروفة باسم “مهن الرجال”.

وتمنح الموظفات فرصا لتلقي دورات تدريبية يجري تنظيمها من قبل ميناء “ياريمجه” الدولي الذي بدأ العمل منذ 5 سنوات.

وتقول عائشة التي تركت تعليمها الجامعي لتخوض غمار الحياة المهنية للأناضول، إنها عملت سابقا كعامل مستودعات وحصلت لاحقا على رخصة لقيادة الشاحنات الثقيلة بناء على اقتراح من صهرها.

عمل للرجال

وتروي عائشة تجربتها المثيرة مع مهنتها قائلة “عندما ذهب لاستصدار رخصة لقيادة الشاحنات الثقيلة قال لي البعض ماذا ستفعلين بها؟ أنت امرأة وهذا العمل لا يناسبك”.

وتضيف: “حتى والداي قالا لي إنك تدفعين مبالغ مالية مقابل لا شيء (..) ماذا ستستفيدين من الحصول على رخصة لقيادة الشاحنات الثقيلة إنها للرجال (..) لا نعتقد أنك ستستفيدين منها أبدا”.

وتردف عائشة: “رغم انتقادات الجميع كان إصراري كبيرا وحصلت على رخصة لقيادة الشاحنات الثقيلة، ثم حصلت أيضا على رخصة لقيادة الشاحنات العادية”.

اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للمرأة.. “أنامل تركية ناعمة” على الزناد بمواجهة الارهاب

وتتابع: “تجاوزت جميع الامتحانات بنجاح ثم تقدمت بطلب للعمل في ميناء ياريمجه التابع لشركة موانئ دبي العالمية”.

مهنة خطيرة

وتشير عائشة إلى أنها “تحب قيادة العربات بشكل عام، وأنها عزمت على تطوير مهاراتها في قيادة الشاحنات بكافة أنواعها”.

وتثني على اختيارها لمهنتها قائلة “إنه أمر جيد أنني تقدمت لهذه الوظيفة وحصلت عليها”.

وتشرح عائشة تعاملها مع الشاحنات الثقيلة وخاصة تلك التي تستخدمها في الميناء، مشيرة إلى أن “مقاودها وعجلاتها حساسة للغاية”.

وتضيف “عندما استخدمت الشاحنات الثقيلة للمرة الأولى كان من الصعب للغاية بالنسبة لي القيادة إلى الخلف، إلا أن الأصدقاء في العمل ساعدوني في تجاوز تلك الصعوبات، واليوم لا أعاني من أي مشاكل تعوق أدائي لمهامي ووظيفتي”.

وتلفت عائشة، إلى أن قيادة الشاحنات الثقيلة “تنطوي على الكثير من المخاطر يمكن لأصغرها أن يودي بالعامل إلى الموت وأن يكلفه حياته وحياة زملائه الذين يعملون إلى جواره”.

وتشدد عائشة على ضرورة أخذ العاملين في مهنتها “الحيطة والحذر خاصة خلال المناوبات الليلية”.

الإرادة تذلل العقبات

ورغم الصعوبات التي تواجهها عائشة إلا أنها ” تحب وظيفتها” وفق ما تقول.

وتضيف: “عندما جئت إلى الميناء لأول مرة ورأيت أن سائقي الشاحنات من الرجال شعرت بخوف وضغط شديدين إزاء إمكانية قبولي في العمل أو حتى فصلي منه لاحقا كوني فتاة”.

وتشير إلى أنها بذلت قصارى جهدها من أجل تطوير ذاتها وإتقان عملها في ظل تقدير أسرتها ومن حولها لجهودها.

وتؤكد عائشة، أن “وجود الإرادة لدى الشخص مسألة مهمة للغاية لأنها تذلل العقبات أمام النجاح”.

وختمت عائشة حديثها بالقول: ” ينبغي لأي امرأة أن لا تخاف فهي تمتلك القدرة على القيام بجميع أنواع الأعمال بما فيها الشاقة”.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة