أخبار العالم

تركيا تتصدر المشهد في عملية السلام الأفغانية

قال مسؤولون وخبراء أفغان إن “أنقرة ستتصدر المشهد في عملية السلام الأفغانية بعد اقتراح أمريكي عقد مؤتمر في تركيا لجمع الفصائل المتحاربة على طاولة المفاوضات.”

وأعربت وزارة “الخارجية الأفغانية” عن موافقتها على عقد الاجتماع المقترح.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، غران هيواد، إن “تركيا شريك قوي وصديق لأفغانستان، وأعربت بالفعل عن اهتمامها باستضافة محادثات السلام الأفغانية التي نقدرها”.

وقال هيواد “في الحقيقة هذه علامة على الاهتمام الكبير والدعم لعملية السلام، وهو ما نقدره حقًا. لكن فيما يتعلق بالمحتوى والكيفية، سنعلن موقفنا بمجرد الانتهاء من مناقشاتنا ومشاوراتنا”.

وفي محاولة لتسريع عملية السلام المتوقفة، سيتم ترتيب اجتماع في تركيا بين ممثلي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وفقًا لرسالة سربتها إحدى وسائل الإعلام الأفغانية الأحد الماضي.

الرسالة المسربة أرسلها وزير الخارجية الأمريكي “أنطوني بلينكين” إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني.

وتقول الرسالة “سنطلب من الحكومة التركية استضافة اجتماع رفيع المستوى للجانبين (الحكومة والحركة) في الأسابيع المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام. إنني أحثك ​أو من تعينهم على الانضمام إلى ممثلين آخرين للجمهورية الإسلامية (أفغانستان) في هذا الاجتماع”.

وقال بلينكين في الرسالة إن “واشنطن تعتزم أيضًا مطالبة الأمم المتحدة بدعوة وزراء خارجية ومبعوثين من روسيا والصين وباكستان وإيران والهند والولايات المتحدة لمناقشة كيفية تعزيز السلام في أفغانستان”.

تركيا شريك محتمل

ويرى المعلق السياسي المقيم في كابول، نزام كاتاوازي، أن “تركيا شريك محتمل للبلد الذي مزقته الحرب مع إمكانية تحقيق اختراق في مفاوضات السلام المتوقفة”.

وعلى عكس العديد من الدول، حافظت تركيا على توازن دقيق في العلاقات مع أفغانستان طوال أوقات الحرب والسلام.

وقال كاتاوازي: “تركيا جديرة بالثقة بالنسبة لجميع الفصائل تقريبا، باعتبارها وسيط سلام صادق وموثوق به لعقد مثل هذا الاجتماع المهم”.

وقال الباحث، تيمور شاران، وهو نائب وزير سابق، إن على تركيا أن تخطو بحذر في عملية السلام الشائكة هذه.

وأضاف: “بدون سياسة واضحة، فإن أنقرة تخاطر بإلقاء نفسها في الحلبة دون خطة، خلف خطة سلام أمريكية أفغانية نصف مدعومة”.

ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم مكتب طالبان في قطر، محمد نعيم، على الاجتماع المقترح في تركيا.

وفي موجز سياسي نشرته المنظمة الألمانية غير الحكومية فريدريش إيبرت ستيفتونغ، أشار شاران أن العقود الأخيرة من الصراع شهدت سلسلة مبادرات إقليمية حضرتها القوى الدولية، بما في ذلك مجموعة (6 + 2) – جيران أفغانستان بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا – و مجموعة التنسيق الرباعية – أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة.

وأضاف: “في حين أن “هذه المبادرات تولد اهتمامًا دوليًا وتصريحات داعمة للسلام الأفغاني، إلا أنه لم تنجح أي منها في الوصول لنتائج ملموسة”.

لا تزال الآلية الإقليمية المتكاملة لدعم السلام الأفغاني مفقودة، وهو أمر مقلق بالنظر إلى حالة علاقات الولايات المتحدة مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين ومنهم إيران والهند وروسيا، بما في ذلك تركيا أيضا”.

وتعتبر مبادرة “إسطنبول قلب آسيا” التي أطلقتها تركيا عام 2011 بشأن أفغانستان، أوسع مبادرة قائمة حتى الآن، تضم حاليا 17 دولة إقليمية، إضافة إلى 15 دولة ومنظمة دولية داعمة، من بينها الاتحاد الأوروبي.

وتأسست المبادرة، عام 2011، بمبادرة من أفغانستان وتركيا، وتناقش اجتماعاتها التعصب ضد المعتقدات الدينية، والتمييز المبني على أساس المعتقد، إضافةً إلى مكافحة الإرهاب والفقر، وغيرها من القضايا.

حياة جديدة

وبهذا تكون حملة السلام المتوقفة حصلت على فرصة جديدة للحياة، حيث احتفلت أفغانستان وتركيا مؤخرًا بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وعلى مدى العقدين الماضيين، دربت تركيا آلاف ضباط الجيش والشرطة الأفغان. كما يوجد في أفغانستان 21 مدرسة تركية وأربعة مراكز تعليمية في ثماني محافظات تضم أكثر من 7000 طالب.

وقال المتحدث باسم الحزب الحاكم في البلاد، عمر جليك، الثلاثاء للصحفيين، إن “تركيا مستعدة للمشاركة في جهود الوساطة من أجل السلام في أفغانستان والمنطقة.”

وقال المتحدث عقب اجتماع المجلس التنفيذي المركزي للحزب في العاصمة أنقرة، إن “أفغانستان بلد مهم للغاية بالنسبة لنا”.

وفي ظل غياب تأكيدات بشأن موعد المحادثات، أفادت عدة وسائل إعلام أفغانية أن هذه المحادثات المقترحة بين الأفغانيين ستعقد في 27 مارس/ آذار الجاري.

اقرأ أيضاً: انعقاد الجولة 62 من المحادثات الاستشارية بين تركيا واليونان

انعقدت الثلاثاء، في العاصمة أثينا، الجولة 62 من المحادثات الاستشارية بين تركيا واليونان لبحث الوضع في بحر إيجة وشرقي المتوسط.

شارك في المحادثات من الجانب التركي، نائب وزير الخارجية سادات أونال، ومدير الشؤون السياسية الثنائية والبحرية والجوية والحدود في الخارجية السفير تشاغاطاي أرجييس، ونائبه باريش قالقاوان.

ومن الجانب اليوناني شارك في المحادثات، السفير المتقاعد بافلوس أبوستوليديس، ومدير عام وزارة الخارجية السفير ألكساندروس كويو، ومديرة مكتب الأمين العام للخارجية إفيغنيا كانارا.

تجدر الإشارة إلى أن الجولة السابقة (61) انعقدت في إسطنبول بتاريخ 25 يناير / كانون الثاني 2021، وبدأ منذ ذلك الحين استخدام مصطلح “الاستشارية” عوضا عن “الاستكشافية” لوصف المحادثات.

وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات بين البلدين عام 2002 بأنقرة، من أجل تحضير أرضية لحل “عادل ودائم وشامل” يقبله الطرفان لمعالجة خلافاتهما في بحري إيجة والمتوسط.

وانعقدت آخر جولة من المحادثات (60)، مطلع مارس/ آذار 2016 بأثينا، وبعد ذلك التاريخ، توقفت بسبب الظروف السياسية وموقف اليونان الفاتر.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة