5 فروق بين الحب والإنجذاب الجنسي
الحب هو من أسمى المشاعر الإنسانية التي يعيشها الإنسان، لا تقتصر علاقة الحب على شخصين فقط! بل هو أكبر بكثير فمشاعر الحب مقدسة في كل الشرائع والمجتمعات منذ القديم إلى يومنا هذا.
يبقى للحب بين مكانة كبيرة في قلوب كل الناس وخاصةً العاشقين ولكن هل كل ما نشعر به هو حب؟ فلا بد وأنك أحببتَ شخصًا ما في حياتك، أو ربما راودك إنجذابٌ جنسي تجاه شخصٍ ما دون وجود حُبٍ بينكما، فكيف يمكنك أن تعرف أنَّ ما تواجهه من مشاعر هو حُبٌ بالفعل؟
الإعتراف بالحب ليس أمرًا سهلًا دائمًا، وهو يشترك مع الإنجذاب الجنسي في صفات معيّنة، فقد تصدر عن كليهما مشاعر قوية تصعب السيطرة عليها.
قد تشعر بالانجذاب الجنسي تجاه شخصٍ ما تُحبه، وربما العكس، قد تشعر به نحو شخص لا تُحبه، لكن الهدف النهائي لهذا الانجذاب هو واحد؛ إقامة علاقة جنسية.
أما بالمقابل فالحُب يهدف إلى إقامة علاقة عاطفية متينة والحفاظ عليها، من خلال التقارب بين الشريكين وإقامة حياة مشتركة بينهما، في هذا المقال سنتحدث عن 5 فروقات رئيسية بين الحب والانجذاب الجنسي.
اقرأ أيضاً: كيف نتعامل مع الصدمات العاطفية وكيف نتجاوزها؟
الحُب يُلبّي حاجتنا للدعم
قد يصعب علينا أحيانًا التفريق بين مشاعر الحُب والإنجذاب الجنسي، لكن الحُب يُلبّي حاجتنا للدعم؛ فنحن نحتاجه عندما نكون بحالة حزن أو خوف أو نحتاج إلى الدعم والتشجيع والاهتمام، وهو يجعلنا قريبين ممن نحبهم، ويجعلنا نشعر بهم وبأحاسيسهم.
أما الرغبة الجنسية فقد تكون الدافع الذي يشجّع سعينا وراء إجراء العلاقات، وقد يساعدنا الإنجذاب نحو الأشخاص في تمييز الشركاء الذين نرغب بهم أكثر من غيرهم.
الحُب يفرض الصدق
عندما تشعر بالأمان في علاقتك، وعندما تعلم أنَّ شخصًا ما يُحبك وأنّه سيقف معك وسيكون بجانبك، سيدفعك ذلك إلى التصرّف معه بثقة وصدق.
أما عندما يغيب الأمان عن علاقتك مع شريك، وعندما يسودها الخوف والشك، أو عندما تعتقد أنّه لن يكون بجانبك عندما تحتاج إليه، سيدفعك ذلك للكذب والخداع.
بمعنى آخر، الأمان أكثر أهمية من الحُب، وهو الذي سيزيد الحُب بين الشريكين وسيقوّي العلاقة بينهما.
أما عند وجود الإنجذاب الجنسي لوحده، فمن غير المحتمل أنّه سيؤدي إلى وجود الصدق والثقة في العلاقة.
اقرأ أيضاً: مفهوم الغيرة.. لماذا نشعر بالغيرة في العلاقات العاطفية؟
الحُب يدفعنا إلى التضحية
التضحية ليست متعة، فهي قد تشمل تخلّي الشخص عن شيءٍ ذي قيمة مثل الوقت والمال في سبيل من يُحب، في العلاقات عندما يُبدي أحد الشريكين استعداده للتضحية من أجل شريكه، وعندما يرتّب أولويات شركيه واحتياجاته ويسعى إلى تنفيذها قبل تنفيذ احتياجاته الشخصية، فهذا يعني أنه يسعى إلى الالتزام بالعلاقة والمحافظة عليها، وهو ما قد يغيب عند وجود الإنجذاب الجنسي لوحده.
الحُب يعزّز من السعادة والرفاهية
يمكن أن تشعر بالسعادة والرفاهية بعد ممارسة الجنس، ولكن السعادة ستكون قوية أكثر في سياق الحُب.
أظهرت الأبحاث أنّ العلاقة بين تكرار ممارسة الجنس ومعايير الرفاهية أو السعادة (مثل الرضا عن الحياة، والمشاعر الإيجابية، والمزاج الجيّد)، تعتمد جزئيًا على وجود العاطفة.
فالعاطفة هي وجود مشاعر إيجابية موجّهة نحو شخص ما تُحبه، تتضمن الإهتمام به ورعايته، وهي تشير إلى وجود الحب أكثر من الرغبة الجنسية.
الحُب يدوم إلى الأبد
يمكن أن تنتهي مشاعر الإنجذاب الجنسي بسرعة كبيرة، لكن الحُب ليس كذلك، من وجهة نظر تطورية، الحُب الرومانسي ليس مجرد عاطفة، إنه وجود دافع قوي وثابت بين الحبيبين، يربطه العلماء بنظام الدوبامين؛ نظام المكافأة في الدماغ.
اقرأ أيضاً: وصمة العار.. تعرف على آثارها وأفضل الطرق التعامل معها!
فهو وجود حُب قوي جدًا بين الشريكين لكنه لا يصل إلى درجة الحُب الجنسي رغم رغبة الشريكين الشديدة بإيصاله لمرحلة الجنس، كونه غريزة فطرية عند الجميع، لكن حبهما الشديد لبعض يمنعهما من ذلك، ويجعلهما ينتظران مرحلة الزواج.
وبالتالي، قد يعكس الحُب الرومانسي دورًا جيدًا في النجاح الإنجابي بين الشريكين، ونجد أن تجربة الحُب مُرضية للغاية على المستوى البيولوجي.
التمييز بين الحب والانجذاب الجنسي
الاهتمام الجنسي في بعض الأحيان قد يكون بدايةً للحب ونقطة انطلاق له، وفي الواقع، يمكن للانجذاب الجنسي أن يُهيّئ الأشخاص لفكرة بدء علاقة رومانسية.
يمكن للأفكار الجنسية أن تزيد من انفتاح الأشخاص على مشاركة مشاعرهم والتضحية والرغبة في التقارب والتواصل.
لذلك، يكمن التحدي الأساسي في تحديد نوعية مشاعرك تجاه شخص ما، هل هي مشاعر جنسية أو إنجذاب جنسي فقط؟ أم هي حُبٌ حقيقي؟
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن عيد الرجل العالمي؟
وفي النهاية عليك أن تُحدّد مع شريكك ما إذا كنتما تتشاركان في نفس الأفكار والأهداف، وفيما إذا كنتما ترغبان في دمج حياتكما معًا.
تشير الأهداف الموّجهة نحو المستقبل بين الشريكين إلى وجود رغبة بينهما لإقامة علاقة طويلة الأمد.