رياضة

أسباب الانفصال والصراع بين أقاليم إسبانيا، وعلاقة المنافسة الشرسة على بطولة كأس الملك!

بداية الصراع بدأ بعد خروج المسلمين من غرناطة آخر معاقلهم في الأندلس سنة 897 هجري الموافق 1479 ميلادي، بدأ حكم المملكة الإسبانية للمقاطعات والأقاليم الإسبانية بقيادة “فرديناند الثاني” ملك أراغون بعد زواجه من ملك قشتالة “إيزابيلا الاولى”، حيث تتألف إسبانيا من 17 إقليم ولعل أبرز أقاليمها هما إقليم كتالونيا وإقليم الباسك.

المملكة الإسبانية

ففي بداية القرن العشرين تمكن إقليم كتالونيا من تحقيق الحكم الذاتي بعد إجراء استفتاء شعبي، لكن في عام 1939 سقطت برشلونة عاصمة الإقليم بيد الديكتاتور الجنرال “فرانكو”، حيث قام بحظر اللغة الكتالونية وحارب محاولات الانفصال، ويرى الكتالونيين أنفسهم أنهم يجب أن يكونوا دولة ذات سيادة مستقلة بسبب نجاحاتهم على المستوى الاقتصادي، خاصة بعد خروجهم من أزمة 2008 الإقتصادية العالمية، ومساعدتهم بعض دول الاتحاد الأوروبي ودولتهم إسبانيا في تجاوز تلك الأزمة، عدا عن ذلك فإن ثلث إنتاج الصناعة والتجارة من الناتج الإجمالي لإسبانيا ينتج من الإقليم الكتالوني، كما أن حوالي 7.5 مليون ثري إسباني يسكن في الإقليم.

إقليم كتالونيا

وفي عام 2013 أجرت برشلونة عاصمة الإقليم استفتاء شعبي جديد وفاز برلمانها بأغلب المقاعد وأعلن استقلالها، لكن من طرف واحد دون موافقة حكومة مدريد، الذي أدى فيما بعد بإصدار المحكمة الدستورية العليا عام 2019 بعقوبة السجن لمدة 13 عام بحق 12 زعيم حاول الانفصال، وإنعكس هذا رياضياً فأصبحنا نرى أندية الإقليم كـ برشلونة وإسبانيول وغيرها، والتقاتل بشراسة على لقب كأس ملك إسبانيا ليس فقط من أجل التفوق الرياضي وحسب، وإنما لـ إثبات وجود وأهمية سياسية لا يستهان بها.

وعلى الصعيد الآخر نرى إقليم الباسك الواقع في أقصى شمال غرب إسبانيا أكثر تشدداً وتعصباً، الإقليم الذي تبلغ مساحته 1800كم²، و يسكنه حوالي مليون شخص أرادوا الإنفصال ليس فقط عن إسبانيا فحسب بل عن فرنسا أيضاً، ففي عام 1893 أعلنوا الانفصال وتشكيل دولة خاصة بهم.

إقليم الباسك

ولكن مع وصول الجنرال “فرانكو” للحكم قام بقمعهم، وتلقى مقاومة عنيفة من الباسكيين هناك، فقد نشأت جماعة مسلحة بالستينيات عرفت بـ ETA، قاومت كل من يقوم بعرقلة الانفصال حيث قاموا بهجمات كثيرة أسفرت عن مقتل حوالي 800 شخص، بغية الضغط على حكومة مدريد من أجل نيل الاستقلال، لكن مع بداية عام 2009 أخفقت الأحزاب المطالبة بالانفصال من الحصول على مقاعد في البرلمان، مما أدى إلى تراجع شعبية حركة ETA.

حركة ETA

ولاحقاً في عام 2011 أعلنت الحركة عن إيقاف النار، وعلى الرغم من ضعفهم اقتصادياً مقارنة بإقليم كتالونيا، إلا أنهم يتحكموا بالايرادات والضرائب ويدفعون مبلغ قليل لحكومة مدريد، ونرى التعصب للعرق الباسكي، فأندية ريال سوسييداد وأتليتكو بلباو الغالبية العظمى من نجومهم في أنديتهم لا يغادرون فرقهم إلا قليل ولا تتعاقد الفرق مع لاعبين خارج الإقليم، ومع ذلك نرى منافسة شرسة على لقب كأس ملك إسبانيا، والظفر به وحرمان أندية العاصمة مدريد من لقب الملك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة