عندما تسمع كلمة معلق رياضي سيخطر ببالك عدة معلقين عرب كأمثال حفيظ الدراجي، عصام الشوالي، رؤوف خليف وغيرهم من المعلقين.
ولا شك أننا نفضل الاستماع إلى أصوات بعض المعلقين على آخرين، بل وحتى ترافقنا في حياتنا اليومية بعض عبارات وكلمات المعلقين المشهورة التي سمعناها في أجمل لحظات المباريات، فكلمة “غدارة” و”يوزع” و”يا رباه” و آخرها “حطها في الشبكة يا رياض”، نسمعها اليوم وكأننا نعيش اللحظة من جديد.
أصبحنا نشاهد المباريات ونهتم بها فقط من أجل من ينقل لنا أحداث اللقاء، فهنالك أساتذة في هذه المهنة، وبعضهم أميزهم ونتابعهم بشكل خاص بسبب إرتقاء مستوى أفكارهم ولمساتهم، وأيضا زيادتهم لحماسنا خلال مباريات ورفع مستوى الأدرينالين، فأحياناً قد نفقد أعصابنا من شِدّة الحماس ويصيبنا توتر شديد خلال اللقاء، فحدة المنافسة بين الفريقين لا تقل أهمية عن المعلق الذي يدير المباراة ويدخلك في أجوائها.
حتى وقد تعاقدت كل من لعبتي فيفا (FIFA) و(Soccer) العالميتين مع معلقين عرب، فالاولى يتواجد فيها صوت المعلق “فارس عوض” والأخيرة “خالد العتيبي”، فأصبحنا نختار اللعبة المفضلة مع المعلق المفضل لدينا والاستمتاع باللعبة وصوت معلقنا المفضل.
مهنة التعليق الصوتي في كرة القدم أو في الرياضات بشكل عام هي مهنة ليست بالسهلة، حيث يتوجب على المعلق معرفة كل صغيرة وكبيرة ووضع لمساته الخاصة، وتحضيره للمباراة من سيناريو متوقع ومعلومات أساسية خاصة، ولاسيما بعد دخول لغة الأرقام القياسية والإحصائيات، إذ أصبح شغف كل من الفرق واللاعبين تحطيمها.
فالمعلق يقوم بتحضير المباراة كأنه أستاذ يحضّر الدرس لتلاميذه، ليس ذلك فحسب بل يجب أن يكون على أتم الاستعداد في حال حصول أمر طارئ وجب عليه أن يكون بديلاً لزميله.
قد تعتبر هذه المهنة هي المهنة الأصعب في الإعلام الرياضي؛ إذ يحتاج المعلق إلى وضع جميع الحواس في المباراة ونقلها إلى المشاهد، وهو أمر يحدث في معظم الأحيان، نكاد ننسى همومنا وإرهاقنا ويخطر في بالنا بعض اللقطات المهمة والخاصة في منافسات عالمية مليئة بالإثارة، بل وحتى قد نشاهد مباراة ليست لفريقنا الذي نشجعه لكن وجود معلقنا المفضل كان سبباً كافياً في متابعتها.
قد يظن البعض أن الشخص المعلق مهمش وأن التعليق ليست بالمهنة الجديرة، لكن هذا تصنيف خاطئ. ففي لقاء صحفي الأستاذ “علي سعيد الكعبي” عن التعليق، وبالرغم أنه لا يحب الظهور في المقابلات الإعلامية لإيمانه أن للمعلق متسعا من الوقت ليقول ما يريد قوله، حيث قال: المعلق العربي يخاطب مشاهديه أكثر من مخاطبة الرئيس الأمريكي أوباما للعالم، وهذا كلام يبرهن مدى سلطة من هو على كبينة التعليق.
وكما أن هناك إيجابيات فهناك سلبيات، ففي الآونة الأخيرة باتت هذه المهنة كوظيفة رسمية مجبر عليها، بل وحتى إنها متعبة في طريقة اللعب، ورتم المباراة قد تتعب المعلق إذ كانت خالية من الحماس عدا عن بعض مشاكل في الصوت، والإرهاق فكثير من المعلقين صرحوا على الهواء مباشرة أنهم يتعرضون لـ الإرهاق كـ إرهاق اللاعبين في الملعب، عدا عن ذلك قد يحوم حولنا القلق حينما يتم الإعلان عن معلق لا يشعرنا بلذة الحماس كغيره من المعلقين، وكأننا ننتظر حصة مدرسية معينة أو نهاية امتحان.
عدا عن الإنحياز المؤكد بعض الأحيان لطرف على الأخر وتفضيل فريق عن الآخر، كما يتم تهميش بعض اللاعبين الغير مرغوبين حتى لو قدم آداءاً طيباً في تلك الليلة، وذلك لعدم تفضيله عند المعلق وهذا الأمر ليس فقط في رياضة القدم بل في كرة السلة ورياضات أخرى بعض الأحيان.
وختاماً يتوجب علينا توجيه الشكر إلى من شعرنا معهم بلذة إنتصارات أنديتنا المفضلة ومنتخبات بلادنا، كما عشنا معهم أجواء حماسية رائعة أبعدتنا عن ضغوط الحياة والعمل وأسعدتنا للحظات مليئة بالشوق والإثارة، وسنبقى نذكرها لأصدقائنا ونتداولها بين الناس إلى الأبد.