تاريخرياضةفيديو

جمع نجوم العالم.. كواليس نهائي دوري أبطال أوروبا 2005 الذي احتضنته إسطنبول!

لعل نهائي إسطنبول 2005 الذي احتضنه ملعب أتاتورك الدولي من أبرز النهائيات بل وحتى أكثرها إثارة، المباراة التي جمعت أفضل جيل من لاعبي أي سي ميلان في ذلك الوقت بقيادة الأسطورة مالديني أسطورة دفاع المنتخب الإيطالي، والقناص الهداف الذي لايرحم الأوكراني شيفشينكو جلاد الحراس، مع رفقة النجم الشاب صانع الألعاب البرازيلي ريكاردو كاكا، وغيرهم من نجوم العالم.

ليفربول من جهته كانت أمامه مهمة صعبة على الرغم من تواجد كل من ستيفن جيرارد قائد نادي ليفربول، في ذلك الوقت رفقة عدة نجوم أبرزهم الاسباني تشابي الونسو، وكاراجر نجم الدفاع المنتخب الإنجليزي.

ستيفن جيرارد متحدثا عن نهائي اسطنبول من كتابه “My Story”

اسطنبول كانت جنوناً مطلقاً حين وصلنا قبل المباراة بـ48 ساعة، وجدت كل من أعرفهم أو لا أعرفهم في مدينة ليفربول هناك، لم يبق أحداً في المدينة على الإطلاق كلهم هنا، وكان النهائي في ليفربول، قبل المباراة تلقيت رسالتين على الهاتف، الأولى كانت من جون تيري، أما الثانية فكانت من تييري هنري نجم أرسنال.

قبل المباراة وأنا في طريقي للمؤتمر الصحفي مع باولو مالديني، أوقفني كاراجر قائلا “لو رأيت الكأس هناك إياك أن تلمسه سأقتلك لو فعلت”.

كان هناك اعتقاد أن لمس الكأس قبل المباراة هو نذير شؤم بالخسارة،عندما رأيت الكأس كدت ألمسه لا إرادياً، لكنني تذكرت كلام كاراجر، كنت أعرف أنه سيفعلها ويقتلني لو لمسته ثم خسرنا.

رافا بينيتز مدربنا أعلن التشكيل قبل المباراة بساعة واحدة، في النفق المؤدي للملعب ابتسم لي مالديني وجاء شيفتشينكو ليصافحني وكأنه صديق قديم.

قبل ضربة البداية جمعت اللاعبين حولي “نحن ليفربول”، أعرف أنه قبل بداية الموسم كان ميلان ينتظر هذا اليوم وهم متأكدون أنهم سيلعبون النهائي، بينما كنا نحن ننتظر العطلة الصيفية، لكننا هنا لو لم نفز سنندم على هذا اليوم طوال حياتنا أرجوكم لا تخذلوا هذه الجماهير.

53 ثانية وسجل مالديني هدف اللعنة! صرخت في اللاعبين “لا شيء احتفظوا بالهدوء”، لويس جارسيا سدد كرة ارتطمت بيد نيستا لكن الحكم لم يحتسب شيئاً كنت أعرفه، كان صديقي منذ مباراة أولمبياكوس. 

ميخوتو غونزاليس الذي لم يطردني مبتسماً ابتسم مرة أخرى لكن دون أن يمنحنا ركلة الجزاء، ارتدت الكرة لكريسبو ليسجل هدفاً ثانياً قبل حتى أن يفيق اللاعبون من دهشتهم كان كريسبو سجل الثالث ثلاثة أهداف في الشوط الأول ياللهول.. في حياتي لم أواجه لاعباً مثل كاكا خاصة في هذه الليلة انتهى الأمر نحن متنا بالفعل.

نحن وفي طريقنا إلى غرفة الملابس وجدت بعض لاعبي ميلان، تحديداً جاتوزو وبيرلو ولاعبين آخرين يضحكون ويشيرون لجماهيرهم.

 دخلت الغرفة سريعاً وأنا أصرخ في اللاعبين”هؤلاء الأوغاد يظنون أن المباراة انتهت، لم ينته شيء بعد”.. حاولت أن أضيف كلاماً آخر لكنني فشلت بعد دقائق من الصمت تحدث كاراجر”دعونا نتماسك ونخسر 5-0 فقط”!

“اصمتوا”.. كان هذا رافا بهدوء قائلا “هامان بدلاً من فينانس يلعب بثلاثة مدافعين فقط هامان وألونسو، أوقفا كاكا جيرارد، تقدم للأمام ولا تدع بيرلو يتقدم”، كانت تلك التعليمات التي ستصنع الفارق وتغير مجرى المباراة.

ثم صرخ رافا وقال: “لا تحنوا رؤوسكم أنتم تلعبون لليفربول لا تنسوا ذلك أبداً من يلعب لليفربول لا يحني رأسه آمنوا أنكم قادرون على العودة وستعودون أنظروا لجماهيركم أمامكم فرصة لتصبحوا أبطال هيا اذهبوا”.

عدنا للملعب وأمامنا اللوحة المضيئة بنتيجة 3-0، وكأنها تخرج لسانها لنا وتغيظني فجأة اهتز الملعب بصوت 40 ألف من جمهورنا، You’ll Never Walk Alone.

لن تسير وحدك قلت للفريق هل تستمعون؟ هل تسمعون جمهوركم؟ إنهم يغنون أنهم لا ييأسون أبداً هيا بنا لنصنع المعجزة !

نظرت للاعبي ميلان فوجدتهم ينظرون لجمهورنا وهم في حيرة من أمرهم رئيسه يرفع الكرة سأقفز وألعبها برأسي، وليكن ما يكون هدف! جريت لجمهورنا وأنا أشير لهم “استمروا” لم يكونوا بحاجة إلى ذلك، دقيقة واحدة مرت سميتشر يسدد 3-2 النتيجة “انطلقوا سنفوز أقسم لكم أننا سنفوز”، هذا ما قلته للاعبين بعد الهدف الثاني.

الكرة ذهبت إلى ميلان باروش داخل منطقة جزاء ميلان، “ميلي.. ميلي.. ميلي”.. صرخت 10 مرات حتى يسمعني باروش، وسمعني ليعيد الكرة إليّ دون أن ينظر، عرقلني جاتوزو.. ركلة جزاء نعم.

شابي ألونسو أخذ الكرة صدها ديدا في اللحظات التي تبعت ذلك كنت أفكر أننا خسرنا، لكن شابي تابع الكرة في المرمى 3-3  تعادلنا في أقل من ست دقائق!

كان لاعبو ميلان كأنهم تعرضوا لحادث سيارة صرخ فيّ رافا “ستيفن عد لمركز الظهير الأيمن وراقب سيرجينيو”.

لو منحناهم فرصة للعودة فلن نتعادل مرة أخرى، حينما انتهى الوقت الأصلي كدت أصرخ في الحكم “يكفي هذا”، البرازيلي سيرجينيو أرهقني حتى أنني لم أكن قادراً على التنفس، الدقيقة 118.. كرة عرضية على رأس شيفتشينكو على بعد ياردتين من مرمانا “لقد انتهى كل شيء” قلتها لنفسي، لكن دوديك أنقذ الكرة لتعود إلى الأوكراني لكنه سدد في دوديك مرة أخرى كان هناك قوة عليا تحمي ليفربول في هذه اللحظات.

انتهت الأشواط الإضافية والمباراة اتجهت الى طريق النهاية محطة ركلات الترجيح، قبل ركلات الترجيح وقف رافا وسطنا طلب من كل لاعب الرد بـ”Yes or No” إذا كان قادراً على التسديد 8 أجابوا بنعم اختار من بينهم خمسة وجعلني الخامس.

كاراجر ذهب لدوديك هل رأيت بروس جروبيلار؟ هل تعرف حركة سيقان السباغيتي؟ قم بها أرجوك دوديك نظر له ببلاهة ليبدأ كاراجر في الشرح، كان جروبيلار حارس مرمانا في نهائي 1984، وقام بهذه الحركة بقدميه ليشتت انتباه لاعبي روما في ركلات الترجيح ونجح أخيراً فهم دوديك ماذا يريد كاراجر.

وبالفعل انتهت النتيجة بثلاثة أهداف لهدفين كانت اعظم مباراة في حياتي وأجمل ريمونتادا في دوري الأبطال، وأمام من أمام اي سي ميلان بطل إيطاليا، وأقوى فريق في إيطاليا كان اللقب الخامس في تاريخ النادي يا له من شعور عظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة