تعليمفيديومقالات

قراءة القصص وسردها قد يحسّن صحتنا النفسية

إضافة إلى الثقافة الواسعة التي قد تحصلها من قراءة القصص والروايات، هل تعلم أنها تساهم أيضاً في تحسين الصحة النفسية والذهنية؟ وهذا ما تفعله أيضاً كتابة القصص وسردها وفقاً لعلماء النفس.

قراءة القصص وسردها.. كيف تحسن صحتنا النفسية؟

نحن البشر رواة قصص بطبعنا، عندما نتحدث عن مشاعرنا، فنحن نروي قصة، وعندما نشارك مع الأصدقاء ما حدث معنا في العمل أو السوق فنحن نروي قصة كذلك. فرواية القصص هي الأساس الذي تبنى عليه معظم محادثاتنا مع الآخرين.

لكن ما قد يغيب عن كثيرين، أن رواية القصص وقراءتها وكتابتها تشكل فائدة عظيمة على مستوى صحتنا النفسية.

إذ تظهر الأبحاث في مجال علم النفس السردي وجود صلة بين سرد القصص والصحة النفسية، وفقاً لما ورد في موقع Very Well Mind.

اقرأ أيضاً: ماذا تعني أحلامك أثناء النوم؟

فسرد القصص يساعدنا على استكشاف ذواتنا، والتفكير فيها، وبالتالي فإن ذلك يعزز عملية الشفاء والتعافي النفسي.

فوائد رواية القصص

وفقاً لعلماء النفس، هناك العديد من المكاسب التي قد تحصل عليها عندما تشارك في رواية قصة، أو تستمع إلى قصص الآخرين أو تقرأها.

تزيد من التعاطف وتقوي الذاكرة

عندما نقرأ قصة ونتفاعل مع شخصياتها يطلق دماغنا الأوكسيتوسين. ويرتبط الأوكسيتوسين مع التعاطف، ويعتبر التعاطف عنصراً بالغ الأهمية يساعدنا في تحسين قدراتنا على التواصل مع الآخرين وتوطيد علاقاتنا معهم.

بالإضافة إلى زيادة التعاطف، هناك فائدة أخرى نستمدها من رواية القصص هي تقوية الذاكرة. وتقول جينيفر أكير، أستاذة التسويق في كلية ستانفورد للدراسات العليا في إدارة الأعمال، إن الناس يتذكرون المعلومات بشكل أفضل 22 مرة، عندما يتم نسجها على شكل قصة أو رواية.

تعزز مهارات الاستماع وتعزز الخيال

تصبح مستمعاً نشطاً عندما تركز بكل حواسك وتعطي اهتمامك الكامل للقصة. ويعتبر الاستماع الجيد من المهارات الاجتماعية المهمة.

يمكنك أيضاً تطوير خيالك وتوسيع نطاق تفكيرك من خلال قراءة القصص والروايات. وفضلاً عن أهمية القراءة لصحة الدماغ، فإن الخيال الواسع الذي تكتسبه من القراءة قد يساعدك على تخطي ضغوطات الحياة بشكل أفضل من الآخرين وفقاً لعلماء النفس.

تساعد المصابين بالخرف

أبدى كبار السن المصابون بالخرف أيضاً تحسناً ملحوظاً بعد المشاركة في جلسات العلاج برواية القصص ومشاركة الذكريات. وقد ثبت أن رواية القصص تساعد كبار السن في تحسين الذاكرة.

تزيد من المشاعر الإيجابية

وفقاً لبحث حديث في علم النفس الإيجابي، فإن الكيفية التي نروي بها قصصنا تتحكم في مزاجنا وصورتنا عن أنفسنا.  

اقرأ أيضاً: علماء الطب والهندسة ليسوا أذكى من سائر الناس ولكن هناك شيء يميزهم!

فمن شأن رواية القصص أن تحسن من تقديرنا لذواتنا وأن تغير مزاجنا للأفضل. وبالتالي فهي تفسح المجال أمام مزيد من المشاعر الإيجابية التي تمكننا من مواجهة عقبات الحياة بشكل أفضل.

في دراسة أجريت مع الأطفال في المستشفيات في العناية المركزة، لاحظ الباحثون أن جلسة رواية القصص تؤدي إلى زيادة في الأوكسيتوسين لدى الأطفال المرضى، وانخفاض في الكورتيزول والألم، فضلاً عن زيادة المشاعر الإيجابية لدى الأطفال.

تساعدنا على تغيير رؤيتنا للنجاح والفشل

عندما نروي قصص النجاح أو الفشل يجب أن ننتبه إلى الطريقة التي نقدم بها قصتنا.

يمكن لرواية قصص النجاح من منظور معين أن تذكر الناس كيف كانوا فعالين في تحقيق أهدافهم، وبالتالي يزيد ذلك من احترامهم لأنفسهم ويحفزهم على السعي لتحقيق النجاح مرة أخرى.

ومن ناحية أخرى، فإن رواية قصص الفشل ذات مفعول قوي أيضاً إذا اخترت الطريقة المناسبة لتروي بها قصتك.

اقرأ أيضاً: منها الماء والحليب.. حقائق علمية خاطئة لا تصدقها!

فعندما تروي قصتك مع الفشل من منظور إيجابي تصبح أكثر قدرة على التعلم من أخطاء الماضي، كما يزيد تقديرك لمحاولاتك السابقة، وتمنح نفسك الفرصة للبدء من جديد وتصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات المستقبل.

تساعدنا على التفاعل مع الآخرين

رواية القصص استراتيجية يتبعها حتى العلماء عند الحديث عن أبحاثهم، والسياسيون عندما يرغبون في كسب تأييد جمهورهم، لأن رواية القصص ببساطة تساعدنا على التفاعل مع الآخرين بشكل أفضل.

العلاج السردي، والمؤسسات التي تتبناه

بات من الشائع أن نجد في بعض البلدان مؤسسات متخصصة لرواية ومشاركة القصص بهدف تحسين الصحة النفسية، وهو ما يسمى بـ”العلاج السردي”.

على سبيل المثال، أسست آني بروستر، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد منظمة Health Story Collaborative، وهي منظمة غير ربحية تهدف لمساعدة المرضى على فهم صدماتهم النفسية عن طريق رواية وتبادل القصص.

يساعد العلاج السردي الناس على تجاوز القصص التي تسبب لهم عدداً من المشاكل النفسية.

إذ يشجع هذا النوع من العلاج النفسي الناس على رواية قصصهم والنظر إليها من منظور مختلف وتوسيع نطاق تفكيرهم حولها، إلى أن يتمكنوا من إيجاد وجهات نظر جديدة تساعدهم على المضي قدماً.

اقرأ أيضاً: وصمة العار.. تعرف على آثارها وأفضل الطرق التعامل معها!

أظهر بحث حديث حول الهوية السردية أن أولئك الذين ينظرون إلى تحدياتهم السابقة والعقبات التي مروا بها بانفتاح أكبر، والذين يروون قصص حياتهم بأفكار تدل على منظور واسع، يتمتعون بمستويات أعلى من الصحة العقلية والنفسية والنضج.

فمن خلال رؤية قصتك الشخصية من منظور مختلف أكثر انفتاحاً يمكنك تحسين صحتك النفسية.

شاهد أيضاً: 6 خرافات عن مناعة الجسم لاتصدقها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

نحن نقوم بلربح من الاعلانات يرجى ازالة مانع الاعلانات واعادة تحميل الصفحة