باريس سان جيرمان للعالمية تحت قيادة قطر.. تعرف على طريق حصول النادي على الألقاب!

نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم (Paris Saint-Germain Football Club)‏، ويعرف اختصارًا باسم باريس سان جيرمان (Paris Saint-Germain)‏ أيضًا، وهو نادي كرة قدم فرنسي تأسّس في عام 12 أغسطس 1970، وبعد دمج كل من نادي باريس الذي تأسّس في عام 1969 ونادي استاد سان جيرمان والذي تأسّس في عام 1904، الذي يقع مقره في مدينة باريس الفرنسيّة.

وهو أحد الأعضاء المؤسسين لمجموعة جي-14 للأندية القياديّة في أوروبا، والتي تم إلغاؤها حاليًّا واستُبدِلَت برابطة الأندية الأوروبيّة، كان بداية تأسيس النادي أوائل سبعينيّات القرن العشرين نتاج رغبة لسد ثغرة عدم وجود فريق من المستوى العالي ليُمثّل العاصمة الفرنسيّة، حيث وصل الفريق للدوري الممتاز بعد 4 أعوام من تأسيسه، ورغم حداثة سنّه مقارنة بمنافسيه إلا أنه يُعدّ من أكثر الأندية الفرنسية حصدًا للألقاب عبر التاريخ، وبأكثر من ثلاثين بطولة محليًّا وقاريًّا ووصوله إلى دوري الأبطال عام 2020.

يلعب الفريق مبارياته الرسمية على ملعب بارك دي برينس (Parc des Princes)،‏ والذي يعرف باسم حديقة الأمراء، وتبلغ السعة الإجمالية للمُتفرِّجين حوالي 45.127 متفرج. ويطلق على باريس لقب (Les Rouges et Bleus)،‏ والذي يعني الحُمْرْ والزرق، ولهذا فإن اللون الأزرق هو اللون الأساسي لقمصان الفريق، بينما الأحمر هو اللون الاحتياطي. ويعتبر نادي باريس سان جيرمان هو صاحب أعلى حضور جماهيري في الملاعب الفرنسيّة بعد نادي مارسيليا الملقب بنادي العاصمة الفرنسي، ويتشارك كل من الفريق الباريسي ونادي مرسيليا في الشعور العدائي بينهم في مجال كرة القدم، وتعتبر مباريات الفريقين من أشهر ديربيات كرة القدم في فرنسا وتُعرَف باسم لو كلاسيك (Le Classique)‏ أو كلاسيكو فرنسا ببساطة.

اقرأ أيضاً: المعلّق الرياضي.. الرجل الذي يخاطبنا أكثر من الرئيس الأمريكي!

وفي عام 2011 اشترى جهاز قطر للاستثمار النادي الباريسي، مما جعله من أغنى أندية العالم، ويرأس النادي حاليًّا ناصر الخليفي، ويدرّبه الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو منذ يناير 2021. 

بداية تأسيس نادي باريس سان جيرمان

مع نهاية ستينات القرن العشرين قرر مجموعة من كبار رجال الأعمال إنشاء ناد كبير يُمثل عاصمة الأنوار باريس، ليرى النادي الوليد النور في 12 أغسطس عام 1970، وبدعم من أكثر من 20 ألف مشترك كانوا يرغبون في رؤية ناد كبير في باريس، حيث قام غي كريسون الرئيس المدير العام لكالبرسون وبياراتيان غويو نائب رئيس راسينغ كلوب فرنسا، بإقناع نادي مسؤولي استاد سان جيرمان بالانضمام إلى المشروع، وصادق الاتحاد الفرنسي على الاندماج بتاريخ 27 أغسطس 1970، وساهم الفريق الأول لسان جرمان أون-لاي، الذي حجز وقتها مقعده في الدرجة الوطنية (الدرجة الثانية سابقا)، في استمرار النادي الوليد في موسم 1970-1971، حيث حقق النجاح منذ البداية بتتويجه ببطولة الدرجة الثانية واحتفل بصعوده للمرة الأولى لـ الليج 1.

اكتفى نادي باريس سان جرمان في موسمه الأول في الدرجة الأولى بمرتبة مشرفة هي المركز السادس عشر، وخروجه من دوري الـ32 من كأس فرنسا، وتميز هذا الموسم بفض الشراكة بين باريس سان جرمان وسانجا رمانو وتحديدا في 16 مايو، وانضم الفريق الاحترافي إلى نادي مونتروي وواصل مشواره في الدرجة الأولى تحت اسم نادي باريس، في حين أن باريس سان جيرمان اعتبر فريقا هاويا وهبط للدرجة الثالثة، وفي الدرجة الثالثة استطاع الفريق أن يُنهي موسمه الأول في المركز الثاني في مجموعته واستفاد من انسحاب فريق كيفيلي، صاحب المركز الأول، للصعود إلى الدرجة الثانية ويصعد للدرجة الثانية ابتداء من موسم 1973-1974 تزامناً مع تخلى هنري باتريل، الذي كان يبحث عن ممولين للنادي عن الرئاسة لصالح دانيال هيشتر، وتقدّم الفريق في بطولة كأس فرنسا، ورغم أنه كان يشارك من الدرجة الثانية حيث بلغ الدور ربع النهائي، وحل ثانيا في مجموعته في الدوري ليخوض دوراً فاصلاً مع نادي فالينسيان من أجل الصعود إلى الدرجة الأولى، خسر الفريق في الذهاب 2-1 خارج قواعده، لكنه فاز إياباً 2-4 على ملعب بارك دي برينس في 4 يونيو 1974 ليحجز بطاقته في الدرجة الأولى، وفي أول مواسمه في الدرجة الأولى احتلّ المركز الخامس عشر في البطولة بعد تحقيقه لاثنى عشر فوزاً ومثله من التعادلات، وخسر أربعة عشر مرة، ليجمع 37 نقطة.

اقرأ أيضاً: من هو فريق اللاجئين الأولمبي، ومن يحق الانضمام إليه؟.. تعرف على الرياضي الأولمبي المستقل!

باريس سان جيرمان وبداية التألق وحصد أول لقب

تعتبر هذه الفترة بداية التألّق للفريق على الصعيد المحلي، حيث بدأت مع استلام فرانسيس بوريلي مهام رئاسة النادي خلفاً لدانيال هيشتر في يناير 1978، وفرض نفسه بقوة في هذه الفترة بحلوله بانتظام في الثلث الأعلى من الترتيب العام، لكن أول ألقابه كانت في كأس فرنسا عام 15 مايو عام 1982، حين حقق اللقب الأول له على حساب سانت ايتيان التي كان يلعب في صفوفه آنذاك ميشيل بلاتيني، ثم حقق اللقب ذاته في 11 يونيو 1983 للمرة الثانية على التوالي على حساب نادي نانت بنتيجة 3-2، ووصل لدوري ربع نهائي من بطولة كأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس وخرج على يد واتيرش البلجيكي، كما أنه أنهى الموسم في المركز الثالث في الدوري، وجاء باريس سان جرمان رابعاً في الدوري، وفي موسم 1984-1983 خاض المباراة النهائية لكأس فرنسا للمرة الثالثة على التوالي عام 1985، لكنه خسرها هذه المرة أمام نادي موناكو.

وفي موسم 1985-1986 تُوِّج الفريق بلقب بطل الدوري للمرة الأولى وحقق وقتها رقما قياسياً في عدد المباريات دون خسارة، حيث بلغت 26 مباراة متتالية، وفي 11 أبريل 1986 وبعد الفوز على موناكو (0-1) خلال المرحلة السادسة والثلاثين، توج باريس الذي كان يبتعد بفارق 4 نقاط، وبفارق كبير من الأهداف عن مطارديه المباشرين، بطلاً للدوري الفرنسي للمرة الأولى في تاريخه، بقيادة دومينيك روشتو وجويل باتس وسافيت سوسيتش ولويس فرنانديز، حقق باريس سان جرمان في هذا العام موسما استثنائيا تميز على الخصوص بسلسلة قياسية من 26 مباراة دون خسارة (17 فوزا و9 تعادلات)، وفي ختام الموسم سجل (23 فوزا، 10 تعادلات، 5 هزائم)، وصرح جيرار هوييه الذي كان مدربا للفريق وقتها: “إنه أكبر تتويج في مسيرتي، لتحقيق إنجاز مماثل، يجب أن تملك لاعبين جيدين، لاعبو باريس سان جرمان لديهم الموهبة ويستحقون هذا اللقب”. وفي نهاية هذه الحقبة كان الفريق الباريسي قد ظفر بلقبين في كأس فرنسا ولقباً في بطولة الدوري.

الظهور العالمي لنادي باريس سان جيرمان والإستحواذ القطري عليه

مشروع باريس سان جيرمان تحت القيادة القطرية تعرض لضربة قوية في نهاية موسم 2013-2014، وذلك عندما أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن عقوبة لعدة أندية بسبب مخالفتها قوانين اللعب المالي النظيف، الأمر الذي قيد قدرات الفريق الفرنسي على الإنفاق، فكانت سوق انتقالات قبل موسم 2014-2015 ضعيفة نوعاً ما، واضطر لاستعارة بعض اللاعبين وخسر سباق الفوز بخدمات أنخيل دي ماريا الذي اتجه ليلعب مع مانشستر يونايتد.

وفي ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، التقى باريس سان جيرمان بتشيلسي الإنجليزي، اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1-1 من دون أحداث ملفتة في الملعب، لكن ارتكاب جماهير البلوز “تشيلسي” لتصرف عنصري في أحد محطات قطار العاصمة الفرنسية جعل اللقاء ملفتا للانتباه، حيث تبين أن بعض جماهير الفريق الضيف منعت أحد سكان مدينة باريس من أصحاب البشرة السمراء من الصعود إلى القطار، ورددوا له قولهم “نحن عنصريون.. لا تركبوا معنا”، فرحة باريس سان جيرمان لم تطل بعد إخراجه تشيلسي في لقاء العودة نتيجة التعادل 2-2، لأن لاعبه زلاتان إبراهيموفيتش وضع الجميع في موقف محرج، عندما وصف فرنسا بالدولة القذرة، عقب الخسارة في 15 مارس 2015 بنتيجة 3-2 أمام بوردو، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة ومطالبات بإيقاف النجم السويدي لفترة طويلة كعقوبة على ما فعله، ليكون إيقاف نجم باريس الأول 4 مباريات في وقت حرج من الموسم. 

اقرأ أيضاً: مزحة قاتلة أودت بحياة لاعب كرة قدم إيطالي، تعرف على القصة!

وفي ذات موسم 2014-2015 المليء بالأحداث لباريس سان جيرمان، وفي المباراة التي شهدت تتويج باريس سان جيرمان بكأس الرابطة الفرنسية الخامسة في تاريخهم، استطاع جمهور النادي الفرنسي تحقيق رقم قياسي من حيث علو صيحات وصخب الجماهير محتفلين بالفوز على باستيا، حيث استطاعوا الوصول إلى درجة قوة صوت 109 ديسيبل، ليكون هذا أعلى صوت جماهيري في مباراة نهائية في أي بطولة أوروبية موسم 2014-2015، واعتبر تاريخياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى لباريس سان جيرمان، حيث استطاع النادي الفرنسي حمل لقب الثلاثية المحلية ليكون أول فريق يفعل ذلك في التاريخ، عندما جمع بين ألقاب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا وكأس الرابطة الفرنسية. 

باريس سان جيرمان وسقوطه المخيب للآمال موسم 2016-2017 

في موسم 2016-2017، واجه باريس سان جيرمان برشلونة في دور الـ 16 من دوري الأبطال، ولم تك الأمور عادية كما هو المعتاد فرغم تفوقه في لقاء الذهاب، على ضيفه برشلونة الإسباني، أذله بكل ما للكلمة من معنى، أسقطه بنتيجة 4-0، وكان بمقدوره تسجيل المزيد من الأهداف، واعتقد كثيرون أن الأمر محسوم، وأن باريس بات في دور الثمانية وإنه سيواصل مشواره في دوري أبطال أوروبا إلاأن شيئاً ما تغير في الإياب، دخل سان جيرمان مرعوباً، لايعرف ماذا يفعل، تلقى 3 أهداف في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني سجل هدفاً وبقيت النتيجة 3-1 حتى الدقيقة 80، وهناك ظهر انهيار جديد، ففقد سان جيرمان السيطرة ليسجل برشلونة 3 أهداف كان أخرها في الدقيقة 96، ويتأهل بفوزه 6-1، رآها كثيرون أنه أكبر معجزة في تاريخ العودة بالنتائج كروياً. 

وعندما عاد الفريق إلى باريس بالطائرة، وجد جماهير غاضبة في المطار، فتعرض اللاعبون لإهانات لفظية صريحة، وحطم بعض المشجعين عددا من السيارات الخاصة بالفريق، مما استدعى تدخل رجال الشرطة والأمن لحماية الفريق ورئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي، الذي رأى أن الخسارة سيئة والنتيجة كبيرة، لكنه انتقد الحكم الذي وصفه بـ المساهم الأساسي بالنتيجة لإعطائه ركلتي جزاء “غير صحيحتين” حسب وجهة نظره، وهو أمر كرره عديد الجماهير المشجعين ضد برشلونة. 

اقرأ أيضاً: مونديال 2022.. تعرف على أهم وأحدث الملاعب القطرية

باريس سان جيرمان معقل النجوم 

بعد الخسارة المدوية أمام برشلونة في دوري الأبطال موسم 2016/2017 جهز باريس سان جيرمان أكبر وأغلى صفقة في تاريخ كرة القدم باستقطاب نجم برشلونة البرازيلي نيمار بصفقة كلفت خزائن النادي 222 مليون يورو، وذلك في موسم 2017/2018 آملاً بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في ذلك الموسم، فتصدر مجموعته التي ضمت كل من بايرن ميونخ الألماني وأندرلخت البلجيكي وسيلتيك الاسكتلندي، ليقابل نادي ريال مدريد في دور الـ16 وينتصر نادي العاصمة الملكي ريال مدريد بنتيجة 5-2 في مجموع المباراتين، وفي موسم 2018/2019 أقصى مانشستر يونايتد باريس سان جيرمان من دور الـ16 بعدما حقق الفوز عليه بنتيجة 3-1 في ملعب باريس سان جيرمان، وفي موسم 2019/2020 خسر نهائي دوري الأبطال على الأراضي البرتغالية في العاصمة لشبونة أمام العملاق البافاري بهدف يتيم سجله كومان في الدقيقة 60 من عمر المباراة، وفي موسم 2021/2022 فجر باريس سان جيرمان مفاجأة قوية بعد تعاقده مع النجم الأرجنتيني وأسطورة برشلونة ليونيل ميسي بصفقة إنتقال حر، ولم يكتفي بذلك نادي العاصمة الفرنسي بل إنه وقع مع المخضرم وقائد ريال مدريد المدافع سيرجيو راموس بصفقة إنتقال حر أيضاً، وسيواجه باريس سان جيرمان نظيره ريال مدريد في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا في مواجه تحمل الكثير من المعاني للأرجنتيني ليونيل ميسي وأيضاً لقائد ريال مدريد السابق سيرجي راموس الذي تمنى بدوره عم ملاقات ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.

شاهد أيضاً: بقيت الركلة المشؤومة تحضره لسنوات قبل النوم.. قصة اللاعب الإيطالي روبرتو باجيو